المغرب:تركيان ومغربيتان أمام القضاء بتهمة الدعارة والسكر العلني
أحالت الشرطة القضائية لأمن المحمدية، الاثنين الماضي، على أنظار الوكيل العام بالمحكمة الابتدائية، تركيان ومغربيتين، بعد متابعتهم بتهم "السكر العلني والتحريض على الفساد، وإحداث ضوضاء وتبادل العنف".
واعتقلت عناصر الشرطة القضائية المتهمين الأربعة، وهم في حالة تلبس، بعد أن أحدثوا فوضى عارمة وضوضاء تسببت في إيقاظ سكان المبنى، حيث كان المتهمان من جنسية تركية، يكتريان شقة منذ أشهر، ما دفع برئيس الجمعية المكلفة بالعمارة، المدعو (ج.س)، إلى إخطار مصلحة الشرطة القضائية عبر الهاتف، حيث حضرت عناصرها على الفور إلى عين المكان، وألقوا القبض عليهم، وهم في حالة سكر طافح.
وصرح (ج.س)، نيابة عن السكان، في شكايته أمام الشرطة، أن العمارة أصبحت تعرف، في الآونة الأخيرة، فوضى بسبب مجموعة من الأشخاص من جنسية تركية، يقيمون بالشقة رقم 18 بالعمارة، إذ يقيمون السهرات الحمراء، كما يستقبلون العاهرات، مؤكدا أنه كان بصدد تجميع إمضاءات السكان، الذين ضاقوا ذرعا بتصرفاتهم المشبوهة، لطردهم من العمارة، لكنه حوالي الساعة الثامنة صباح السبت الماضي، دهش الجميع حين وجدوا تركيين يتشاجران مع امرأتين، وهم في حالة سكر، محدثين فوضى عارمة تسببت في إيقاظ سكان العمارة، الذين استنكروا ما حدث وقرروا التقدم بشكاية في الموضوع.
واعترفت المتهمة الأولى في القضية، وتدعى (ب.ح)، مواليد 1977، أنها جرحت نفسها بكأس زجاجي، تناولت فيه الخمر الأحمر، بعد أن رفض عشيقها الوفاء بوعده لها، وإعطائها ألفين درهم مقابل ممارسة الجنس معه، وأضافت المتهمة، التي تسكن بسلا، في محضر أقوالها، أنها التقت وصديقتها (س. ه)، بالمتهمين في إحدى الحانات بالدارالبيضاء، حيث ارتشفوا كؤوسا من النبيذ الأبيض والجعة، واتفقوا على قضاء السهرة بشقتهما بالمحمدية، حيث استكملوا تناول أنواع مختلفة من الخمر، ومارسوا الجنس إلى حدود الساعات الأولى من الصباح. وحين طالبت بأجرها، حسب أقوالها، رفض إعطاءها المبلغ المحدد، ما أثار غضبها، فكسرت أحد الكؤوس، التي كانت موجودة فوق المائدة وجرحت يدها، محاولة إخافته، فأمسك بتلابيبها، بعد أن هددته بزجاج الكأس، وأخرجها من الشقة بقوة، فتبعتها صديقتها، التي كانت تتشاجر بدورها مع رفيقها التركي بسبب رفضه إعطاءها أجرها، بعد أن مارس معها الجنس، وأوضحت المتهمة أنها مطلقة وتعيل طفلها، بعد أن تهرب الزوج من سداد النفقة، وليس لها دخل آخر غير عملها في الدعارة، وتعرفت على المتهمة الثانية في الدارالبيضاء، حيث يقضيان معظم وقتهما في حاناتها لاصطياد الزبائن.
واعترفت المتهمة الثانية وتدعى (س.ه) بجميع ما نسب إليها، مؤكدة أنها كانت في حالة غير طبيعية يوم إلقاء القبض عليها، وأن صديقتها هددت (ع.ك) بضربه بزجاج كأس، إذا رفض إعطاءها المبلغ الذي وعدها به، مضيفة أنهما دخلتا الشقة، رغم احتجاج سكان العمارة، الذين هددوهما بإخطار الشرطة، ما تجاهلتاه بسبب حالة السكر التي كنا عليها.
وفي اتجاه آخر، ذكرت مصادر أمنية أن قضايا الدعارة، تنامت في المحمدية بشكل لافت للانتباه، إذ أدرجت في المحكمة الابتدائية بالمدينة مجموعة من القضايا، التي توبع من خلالها عدد من العاهرات رفقة زبنائهن من جنسيات مختلفة، آخرها كان ملف الدعارة والمخدرات، الذي توبع فيه ستة متهمين، ثلاث فتيات، اثنتان منهن تلميذات، وثلاثة شباب، أحدهم يحمل الجنسية الإسبانية، ويتعلق الأمر بالمتهمة (ن.ب)، مواليد 1974 بالدارالبيضاء، والتلميذتين (م.س)، مواليد 1988 بالدارالبيضاء، و(ف.ه)، مواليد 1987، و(س.ع)، الإسباني الجنسية والمغربي الأصل، و(ح.ب)، 25 سنة، و(م.س)، مواليد 1957، وأب لثلاثة أطفال، ووجهت لهم تهم (إعداد محل للدعارة والفساد، والسكر العلني، وحيازة المخدرات، وإهانة الضابطة القضائية بالإدلاء بهوية كاذبة).
وتبين من خلال البحث التمهيدي، أن المتهمة (ن.ب)، كانت تستغل شقتها لممارسة الدعارة، وتفتح شقتها للراغبين في المتعة الجنسية، من رجال ونساء، من خلال إحياء سهرات ماجنة، خاصة الأجانب.
وتعود تفاصيل القضية، حين تعرفت المتهمة (ن.ب) على زوجها الفرنسي على شاطئ "المركز" بالمحمدية، حيث ابتدأت قصة حبهما، التي دامت قرابة سنتين تذوقا خلالها لذة العشق، إذ كان الزوج يواظب على المجيء إلى المغرب للقاء حبيبته.
دامت عشرة الحبيبين ردحا من الزمن، طلب خلالها العاشق الفرنسي من (ن.ب) الارتباط مرات عدة، إلا أنها كان تتردد دائما خوفا من معارضة والديها ورفضهما اقتران ابنتهما من زوج غير مسلم. وتحت إلحاحه، قررت استجماع شجاعتها والاعتراف لوالدتها بعلاقتها بفرنسي يرغب في الارتباط بها. اعترضت أمها في بداية الأمر، ونصحتها بالابتعاد عنه، إلا أنها أصرت على الاقتران بحبيبها، وأمام تعنت الابنة، خضعت الأم لرغبة فلذة كبدها، ووعدتها بإقناع والدها. وبالفعل، وافقت العائلة، وتكللت قصة الحب الكبيرة بزواج ظل سيرة تلوكها ألسنة نساء الحي لفترة طويلة، خاصة الفتيات اللاتي تمنين أن تحضين بزوج مثله.
وعاشت (ن.ب) شهرين من العسل، إلى أن اضطر الزوج إلى العودة إلى بلده بسبب العمل، ووعدها بالبدء في تحضير أوراق الإقامة حال وصوله إلى فرنسا، ما تعذر عليه بسبب زواجه من أخرى بفرنسا. اكتشفت (ن.ب) الأمر، وأدركت أنها لن تتمكن من الالتحاق بزوجها، الذي خدعها، وخبأ زواجه بامرأة أخرى. واجهت زوجها بالأمر، فأخبرها أنه منفصل عنها ومعاملات الطلاق جارية، إلا أن إجراءاتها تتأخر عادة بفرنسا. واعترف لها أن لديه 3 أطفال في حضانة أمهم الفرنسية الجنسية. ورغم اعتذاره لها ووعوده بتسوية الوضع في القريب العاجل، لم تغفر له كذبه، وقررت الانتقام منه، ومبادلته الخداع.
بدأت بالبحث عن عمل لتتمكن من الاستقلال بحياتها وتجنب مراقبة أمها لها كلما غابت عن المنزل. وعملت مسؤولة تجارية بالمحمدية، حيث اكترت شقة بحي الوفاء بالمحمدية، بعد أن قدمت إلى مالكها عقد زواجها، وأخبرته أن زوجها الفرنسي في رحلة عمل وسيعود قريبا، إلا أن المالك تفاجأ أن شقته تحولت إلى وكر للدعارة، وأن المرأة المتزوجة الوقورة تجلب فتيات في عمر الزهور وتمارس "القوادة".