مصر: إحتمال ماس كهربائي وراء إندلاع الحريق الضخم الذي دمر مبنى مجلس الشورى لا ينفي ضرورة التحري حول إمكانية التعمد
تستعد السلطات المصرية لفتح تحقيق لمعرفة أسباب اندلاع الحريق الضخم الذي دمر مبنى مجلس الشورى، وبعض المباني التابعة لمجلس الشعب الملاصق له، في وقت استبعد فيه وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي وجود شبهة جنائية في الحادث، مرجحا أن يكون اندلاع الحريق سببه ماس كهربائي، أتى على اللجان البرلمانية ودمر الأرشيف تقريبا، وملفات ذات حساسية، منها قضية كارثة العبارة السلام 98.
ورغم أن العادلي استبعد شبهة التعمد في الحادث، إلا أنه علم أن جهات سيادية لم تستبعد كافة الاحتمالات، وتحقق حاليًا في احتمال أن يكون الحريق نجم عن عمل تخريبي، خاصة وأنه كان ضخما إلى حد أن جهود إطفائه استغرقت أكثر من 10 ساعات، رغم مشاركة العشرات من سيارات الإطفاء، واستعانة الدفاع المدني بالقوات المسلحة وطائرتي هليكوبتر.
ولم تستبعد السيناريوهات المتداولة، وجود علاقة بين الحريق، والمساعي لإتلاف التقارير التي كانت تتضمن معلومات حول العديد من القضايا المهمة، وأبرزها التقرير الخاص بالعبارة السلام 98 المملوكة لرجل الأعمال البارز ممدوح إسماعيل، وتقرير آخر عن سيطرة رجل الأعمال البارز والقيادي بالحزب "الوطني" أحمد عز على شركة الإسكندرية الوطنية للصلب "الدخيلة".
المتداولون لهذا السيناريو "التآمري" يدللون على مزاعمهم بسرعة الحريق، وهو ما دفعهم إلى الاعتقاد بأنه ناجم عن مادة شديدة الاشتعال، فضلا عن أن بداية الحريق كانت في الدور الثالث لمبنى مجلس الشورى الذي يتضمن وثائق شديدة السرية حول قضايا، منها خصخصة وحدات القطاع العام وقطاع الأعمال العام بأسعار بخسة، وقضية توريد أكياس الدم الفاسد لوزارة الصحة من شركة "هايدلينا"، وقضية الفساد الكبرى داخل هيئة النقل العام، وغيرها من قضايا على قد كبير من الأهمية والحساسية.
بمواكبة هذا السيناريو، راجت شائعات ترجح وجود علاقة بين الحريق وما يتردد عن صراع داخل أجنحة السلطة، ومساع للإطاحة بصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى والأمين العام للحزب "الوطني" من قبل شخصية سياسية صاعدة بسرعة الصاروخ، خاصة وأن الحريق الذي أتى على المبنى جاء بعد فترة من ترميمه، وهو ما يثير تساؤلات عن وسائل الأمان ومكافحة الحرائق بداخله.
جدير بالذكر أن المبنى يضم مقرات لعديد من اللجان بمجلس الشورى منها لجنة النقل والمواصلات والسياحة والرياضة والزراعة والري والصناعة وغيرها من اللجان الحساسة فضلا عن وجود آلاف من الوثائق المهمة جدًا.