ردا على "تهديده" للجزائر.. الأشعل: جمال مبارك يفتقد لأي حصافة سياسية ولا يدرك عواقب تصريحاته وجناح داخل السلطة يدعم تصاعد التوتر مع الجزائر
انتقد تجمع "مصريون من أجل انتخابات حرة ونزيهة"، تصريحات جمال مبارك، أمين السياسات بالحزب "الوطني" حول أزمة مباراة مصر والجزائر في أم درمان، والتي أكد فيها رفضه ترك ما حدث يمر مرور الكرام، فيما اعتبرته يكشف عن افتقاد نجل الرئيس لأي حصافة سياسية وعدم إدراكه لعواقب أي تصريحات يدلي بها.
وقال الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق والقيادي بالتجمع لـ "المصريون" تعليقا على التصريحات التي أدلى بها جمال مبارك عقب الأحداث التي تلت مباراة مصر والجزائر، إنها تأتي في إطار محاولته ركوبه الموجة بعدما وجد أن المزاج الشعبي في مصر يسير في إطار التهييج، فسار على نفس الدرب لتحقيق مكاسب سياسية، وهو ما اعتبره يقدم دليلا على عدم صلاحية نجل الرئيس لخلافة والده في السلطة أو حتى الترشح لمنصب رئيس الجمهورية.
وكان جمال مبارك أكد خلال حضوره مؤتمر تطوير الخدمات الصحية بشرم الشيخ أمس ان الحكومة المصرية لن تتهاون مع الأحداث المؤسفة التي تعرض لها الجمهور المصري في الخرطوم عقب مباراة مصر والجزائر، متابعا أن حقنا في الأمر لن يذهب سدى، وقال إنه سيستمر في الضغط للحصول على تعويضات عن الخسائر التي حدثت للمنشآت المصرية بالجزائر وكذلك مطالبة الطرف الجزائري بحماية المصريين المتواجدين هناك.
وتساءل الأشعل عن سر صمت جمال خلال الأيام الماضية، قائلا إنه سقط في أول اختبار تعرض له، "حيث انتظر لبيان اتجاه الريح"، كما انتقد حديثه عن انتظاره حتى مغادرة أعضاء البعثة المصرية للخرطوم عقب انتهاء المباراة، رغم أن تقارير عدة تدحض مزاعمه وتشير إلى أنه كان من أوائل المغادرين.
في المقابل، وصف الأشعل علاء مبارك بأنه كان أكثر حصافة من شقيقه الأصغر عندما أدلى بتصريحات حول تداعيات أحداث الجزائر، رغم أن حديثه عن غياب الطابع الرسمي لتصريحاته لا ينطلي على أحد فهو شاء أم أبى نجل رئيس الجمهورية، في إشارة إلى تصريحات تلفزيونية انتقد فيها بشدة الجمهور الجزائري قال فيها إنه يتحدث بصفته مواطن مصري وليس نجل الرئيس.
وكشف الأشعل عن وجود جناح داخل السلطة في مصر لا يؤيد تطويق الأزمة المشتعلة مع الجزائر، وقال إن هذا الجناح يسعى بلا عقل لإيصال الأزمة لمزيد من التوتر غير مدرك أن إشعال الغضب الشعبي وتصاعد المطالب بالقطيعة مع الجزائريين ينتقص من دور مصر العربي المتراجع أصلا، وطالب السلطة في مصر بالاستماع لصوت العقل وعدم تحكيم العواطف وعدم تهييج الرأي العام، لاسيما أن عواقب ذلك ستكون وخيمة وعار على جبين مصر.