المغرب:تأجيل أولى جلسات محاكمة المتهم بقتل واغتصاب ثلاث فتيات بسطات
أجلت الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بسطات، نهاية الأسبوع الماضي، النظر في أولى جلسات محاكمة المتهم بقتل ثلاث فتيات بالمدينة نفسها، الملقب بـ"سفاح سطات"، إلى الخامس من مارس المقبل.
واتخذت هيئة الحكم قرار التأجيل من أجل تمكين المتهم من إعداد الدفاع واستدعاء الشهود. ويتابع المتهم المدعو (ه.ر)، 33 عاما، الذي مثل أمام المحكمة بتهم متعددة من جملتها " القتل العمد المسبوق بجناية هتك العرض بالعنف، والمصحوب بجنايتي الاغتصاب المفضي إلى هتك العرض بالعنف، السرقة الموصوفة والسكر العلني، والتعذيب..".
واعتقل المتهم من طرف مصالح الأمن بسطات في مارس 2008، للاشتباه في إقدامه على قتل ثلاث فتيات ما بين يناير 2007 وفبراير 2008 بعد اغتصابهن.
وأحيل المتهم على الغرفة الجنائية الابتدائية من طرف قاضي التحقيق بالغرفة الثانية بمحكمة الاستئناف بسطات، في دجنبر الماضي، بعد انتهاء التحقيق الابتدائي والتفصيلي معه، الذي دام أزيد من ثمانية أشهر، ومتابعته بالتهم السالفة الذكر.
وكان الرأي العام المحلي بمدينة سطات، استفاق على نبأ العثور على جثث ثلاث فتيات في ريعان شبابهن بمناطق متفرقة من المدينة، خلال الفترة الممتدة من فبراير 2007 إلى مارس 2008، لتنطلق التحقيقات من محيط الضحايا الثلاث، إذ تبين عند إجراء التحليلات المختبرية والمعاينات المطلوبة أن الفتيات وقبل قتلهن تعرضن للاعتداء البدني وهتك العرض والاغتصاب.
وجرى العثور عليهن بعد توصل رجال الأمن بإخبارية بتاريخ 11 فبراير 2007، تفيد بالعثور على جثة الفتاة الأولى، وهي متعفنة قرب السكة الحديدية خلف مدرسة بئر انزران، وتبين خلال البحث الأولي أن الجثة تعود لفتاة تتحدر من المدينة، تدعى (ف. ج) من مواليد 1984.
وكشف فحص الطب الشرعي أن الضحية مورس عليها الجنس قبل قتلها، وأظهرت التحريات الأمنية الأولية أنها اختفت منذ 2 فبراير 2007، حين غادرت المنزل على عجل مباشرة بعد عودتها من عملها بمدينة برشيد.
وبعد مرور سنة أي بتاريخ 14 فبراير 2008، أبلغ رجال الأمن بوجود جثة فتاة أخرى (الضحية الثانية)، قرب مقبرة سيدي ربنون بالغويبة، في حدود العشرين عاما، في وضعية شبيهة بالوضعية التي وجدت عليها جثة الضحية الأولى قبل سنة. وعند التحقيق واستدعاء أب الضحية، الذي كان أبلغ باختفاء ابنته، تعرف على جثة ابنته، وتدعى (ن .م) من مواليد 1986، بالمدينة نفسها، وأوضحت التحريات أنها اختفت بدورها منذ 13 فبراير 2008.
أما الضحية الثالثة، فعثر على جثتها في الظروف المأساوية نفسها، وتدعى (م . ث)، وجرى إبلاغ رجال الأمن عنها من طرف بعض المارة، الذين أفادوا بالعثور على الضحية مقتولة ومرمية بإحدى الحفر، فنقلت الجثة إلى مستودع الأموات ليبين تشريح الطبيب الشرعي أنها بدورها تعرضت لممارسة الجنس والتعذيب قبل قتلها ورميها في الحفرة.
استنفرت جميع مصالح الأمن بمدينة سطات، لإلقاء القبض على الجاني، واستعانت الشرطة الولائية في أبحاثها بشركة اتصالات هاتفية للحصول على هويات الأشخاص، الذين اتصلت بهم الضحية الأخيرة قبل وفاتها، لكنها لم توصل إلى القاتل، في حين لجأ المحققون إلى تحليل لعاب الضحية وبعض الآثار السائلة، التي وجدت على فمها، إذ أخضعت قرابة 50 شخصا لفحص لعابهم، ليكون هذا الخيط الذي كشف غموض الجرائم الثلاث، وأسقط الجاني في يد المحققين بعد مطابقة تحاليل لعابه للآثار التي وجدت بفم الضحية الثالثة، وبالتالي حصول تطابق الحمض النووي للضحية مع المتهم (ه ـ ر).
ويعتبر الأخير من ذوي السوابق القضائية، إذ غادر السجن في فبراير 2008، وبعد تعميق البحث معه، وتفتيش المنزل الذي يسكنه، عثر أفراد الشرطة الولائية بسطات على هاتف محمول، ثبت أنه للضحية الأخيرة، ورغم محاولات إنكار كل الدلائل والقرائن التي تثبت ارتكابه لجرائم القتل، منذ بداية التحقيق معه، إلا أنه انهار في النهاية، واعترف باقترافه للجرائم المنسوبة إليه.
وقبل إحالته على الوكيل العام للملك باستئنافية سطات، أعاد المتهم تمثيل أطوار جرائمه الثلاث، لتتمكن الشرطة القضائية بسطات من إنهاء سلسلة جرائم بشعة، كانت ستذهب ضحيتها فتيات أخريات، إذ كانت التحقيقات التي بوشرت في أعقاب الجرائم الثلاث ربطت بين الضحايا، وعززت فرضية أن يكون منفذ الجرائم الثلاث شخص واحد، انضاف إلى تاريخ القتلة بالتسلسل في المغرب.