"طاقية الإخفاء" تكتيك مقاومة غزة لتضليل جيش الاحتلال وعملائه على الأرض
لا وجود علني لرجال المقاومة في شوارع القطاع .. وسائل النقل المعروفة لم تعد تظهر، حتى الأسلحة الخفيفة لم يعد يراها الناس في غزة .. اختفاء تام للمقاومة بينما فعلها ملموس .. المضادات الأرضية تطلق نيرانها على الطائرات دون أن تُعرف مواقعها .. الصواريخ تنطلق من قلب القطاع ولا يشاهد مطلقوها أو تعرف أماكن نصبها إلا بعد الإطلاق.
تكتيك جديد شرعت باتباعه فصائل المقاومة مع بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع والعشرين من الشهر المنصرم، لتجنب أي استهداف إسرائيلي لرجالها.
ووفق رصد مراسلينا فإن شوارع غزة باتت خالية من وجود المقاومة الفلسطينية وتوارى رجالها عن الأنظار، فيما اختفت وسائل النقل المعروفة لرجال المقاومة الفلسطينية من شوارع قطاع غزة.
وحسب مصادر طبية فإن عدد الشهداء والجرحى من عناصر المقاومة الفلسطينية قليل مقارنة بعدد الشهداء المدنيين الذين سقطوا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة باستثناء العدد الكبير من رجال الشرطة الفلسطينية الذين استشهدوا في أول يوم للحرب على غزة.
وبات يُفاجأ سكان القطاع بانطلاق صواريخ المقاومة من قلب مدن القطاع دون أن يشاهدوا كيفية نصب منصاتها أو مكان المنصات، في محاولة للتمويه لعدم اكتشاف طائرات الاستطلاع الإسرائيلية لمكان إطلاق الصواريخ.
ووصلت الصواريخ إلى مدن إستراتيجية في "إسرائيل" مثل مدينة أسدود وبئر السبع اللتين تبعدان أكثر من 45 كيلو متراً عن قطاع غزة، فيما أعلن التلفزيون الإسرائيلي أن الصواريخ وصلت إلى مدى 60 كليو متراً عن قطاع غزة.
وكانت بلدية "تل أبيب" التي تعتبر بمثابة العاصمة السياسية لإسرائيل أعلنت بدء تجهيز ملاجئ المدينة خشية وصول الصواريخ الفلسطينية للمدينة.
أبو محمد - أحد القادة الميدانيين في سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين- ، قال: "إن ما تسلكه السرايا عبارة عن أسلوب "طاقية الإخفاء" لتضليل طائرات الاحتلال وعملائه".
وشدد على أن طائرات الاحتلال لم تتمكن من قصف أي منصة للصواريخ منذ بدء الحرب على غزة، أو أي مكان ذو أهمية للمقاومة يمكن أي يؤثر على فعلها على الأرض.