في سيدي سعد: السجن مدى الحياة لقاتل مديرة المدرسة
بتاريخ 27 ـ 2 ـ 2008 وردت مكالمة على النيابة العمومية من مركز الحرس الوطني بمنزل المهيري بولاية القيروان مفادها حصول حريق بالمدرسة الابتدائية بسد بورقيبة (سيدي سعد) صباحا وقد تبين ان مديرة المدرسة (المرحومة سهام) واثناء تواجدها بمكتبها الكائن داخل المدرسة دخل عليها الحارس بالمدرسة حاملا بيده نصف قارورة مملوء بمادة سريعة
الالتهاب، وقام بسكبها على المديرة واشعل النار فيها.. فتم نقلها بسرعة الى القيروان ثم الى سوسة، فأذنت النيابة بفتح بحث تحقيقي في الموضوع.. وفي التحقيق اعترف المظنون فيه بارتكاب الفعلة الشنيعة واوضح انه يعمل حارسا بالمدرسة منذ سنة 1982 بصفة عادية. وفي اول السنة الدراسية 2008/2007 تم تعيين المتضررة مديرة بالمدرسة. فلاحظ انها تتعمد احتقاره واهانته فاخذ يحقد عليها رغم اقراره بانها فعلت الكثير من الخير في المنطقة. وانها فعلا حسنت حالة المدرسة.. وما افاض كامن نقمته عليها انها اجبرته على اقتسام حطب شجيرات بالمدرسة مع شخص اخر ظلما منها رغم معارضته مما جعله محل سخرية من ذلك الشخص. ويومها تحول الى المدرسة وحضرت المديرة والمعلمون، وفي نطاق عمله قام بنقل آلة تسجيل امام المديرة فنظرت اليه باحتقار وشاهدها تضحك مع معلم فاعتقد انها سخرت منه عندها عزم على ازهاق روحها ثم الانتحار، وفعلا تناول قارورة وقصها نصفين ملأ احدهما بنزينا من دراجته النارية، وبقي يترصدها بعد ان استعار ولاعة من معلم اوهمه بانها لاشعال سيجارة، ولما دخلت المديرة مكتبها، دخل عليها يحمل البنزين وورقة مشتعلة فادركت قصده وحاولت دفعه، فاسرع وسكب عليها البنزين والقى عليها الورقة المشتعلة فعلقت بها النار واصيب هو ايضا بحروق وغادرت المتضررة المكتب تصيح ولم يجد هو وسيلة للانتحار فالتحق بها وسعى للارتماء عليها فمنعه معلم اقبل لنجدتها حيث غطاها بميدعته لاطفاء النار.. ولحق بقية المعلمين للنجدة.. وتبين ان المديرة توفيت بسبب ذلك.. واستكمالا للتحقيق اكد طبيب ان المتهم يتحمل مسؤوليته الجزائية، وذكر الطبيب الشرعي ان الوفاة ناجمة عن حروق عميقة شملت 45% من جسم الهالكة.. وهكذا احيل المتهم على المحاكمة من اجل القتل العمد مع سابقية القصد طبق الفصلين 201 ـ 202 ق ج ـ وفي الجلسة انكر متراجعا في تصريحه السابق نافيا تعمد قتلها بل انه كان ينوي الانتحار، فقام بسكب البنزين على جسمه ودخل المكتب ليشهدها على نتيجة ظلمها له ولما اضرم النار في بدنه قامت هي بالقاء الاوراق التي على المكتب لاطفاء النار، واصابها بعض البنزين والاوراق المتطايرة، فعلقت بها النار فخرجت تصيح واصر على انكار تصريحاته في مراحل البحث والتحقيق والتي كانت واضحة ومتناسقة.. ودافع عنه محاميه بما رآه صالحا.. واثر المفاوضة قضت المحكمة بثبوت ادانته وسجنه بقية العمر..