السجن مدى الحياة لقاتل صديقته ببئر الباي
أحيل على أنظار الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الابتدائية بتونس متهم لمحاكمته من أجل تهمة قتل نفس بشرية عمدا طبق الفصلين 201 و202 من المجلة الجزائية.
وقد انطلقت الأبحاث في هذه القضية بتاريخ 19 مارس 2008 عندما تم اعلام مركز الحرس الوطني ببئر الباي وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية ببن عروس بان المتهم تقدم الى المركز واعلم عن ارتكابه لجريمة قتل وهي قتل الهالكة التي ربط معها علاقة عاطفية وكان يتردد على منزل قريبتها التي كانت تقيم لديها وكان يغدق عليها الهدايا الا انها غيرت معاملتها له واكتشف المتهم انها على علاقة باحد الشبان وقد شاهدها ذات مرة بصحبته وتأكد من وجود مكالمات الهاتفية بينهما فطلب منهما المتهم قطع علاقتهما ببعضهما البعض ولكن الهالكة لم تقطع علاقتها بذلك الشخص وأخبرت المتهم انها ترغب في قطع علاقتها به وهددها بانه سيقتل نفسه.
وبتاريخ الواقعة التقى المتهم في جهة بئر الباي بالهالكة ولكنها كانت مصرة على قطع علاقتها به عندها استل المتهم سكينا من بين طيات ثيابه ولما شاهدت الهالكة السكين ذعرت وحاولت الفرار ولكنه اصابها بها فسقطت ارضا وواصل المتهم تسديد الطعنات لها رغم ان احد الانفار حاول ثنيه عن ذلك، وبعدما اتم جريمته توجه الى مركز الامن واعلم عن ذلك.
وقد أحيل المتهم على أنظار الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الابتدائية بتونس وباستنطاق القاضي له ذكر انه تعرف على الهالكة منذ عامين فتقدم لخطبتها دون ان يتلقى ردا نهائيا وبقي على علاقة بها طيلة تلك المدة وقبل الواقعة بشهر اكتشف ان الهالكة ارتبطت بعلاقة عاطفية بشخص اخر، وقد تولى الاتصال بذلك الشخص وطلب منه الابتعاد عنها واضاف المتهم انه اشترى سكينا من احدى المغازات وذلك للتهديد بقتل نفسه بحضور الهالكة حتى تقطع علاقتها بغيره.
وحول التاريخ الذي اقتنى فيه السكين وهو يوم الحادثة وكذلك عن يوم الواقعة اجاب انه طلب من قريبة الهالكة ملاقاة هذه الأخيرة وطلب منها اعلامها بذلك وبسؤال القاضي له عن سبب طلب ملاقاته لها اجاب انه كان ينوي يومها قطع علاقته بها وقد حمل معه السكين ليهدد بقتل نفسه امامها حتى تعود اليه، واضاف المتهم انه صرف كل امواله عليها وانه كان يعاملها منذ بداية تعارفهما على اساس انها زوجة المستقبل وانه لم تكن لديه نية القتل عند لقائه لها، واضاف انه عندما استل السكين فرت الهالكة من امامه وسقطت عند محاولتها الهروب فجثم فوقها واصابها باماكن متعددة من بدنها دون اختيار مكان معين، وبمزيد تحرير القاضي عليه تراجع المتهم جزئيا في اقواله وذكر انه اصاب الهالكة بالسكين فسقطت ارضا حينها جثم فوقها وواصل طعنها وأنكر ان يكون قد فكر مسبقا في قتلها، وتمسك بان حمله للسكين كان للتهديد بقتل نفسه امامها وليس لقتلها هي.
وأضاف ان آخر لقاء بينه وبين المجني عليها يعود إلى يوم او يومين قبل تاريخ الواقعة وان حديثهما كان عاديا ساعتها.
وبمناداة القاضي على الورثة حضر والد الهالكة وقدم تقريرا يتضمن الدعوى المدنية وطلب من القاضي تعويض حق ابنته. اما محامية المتهم فطلبت استبعاد ركن الاضمار ولاحظت ا نحمل منوبها للسكين كان لغاية استعمالها في تهديد نفسه بالقتل امام الهالكة وليس لقتل هذه الأخيرة، وطلبت كذلك المحامية استبعاد ركن العمد اذ ان الاصابات كانت عشوائية ولم تصب مقتلا وطلبت اعتبار التهمة الموجهة لموكلها من قبيل الفصل 208 من القانون الجنائي وهو العنف الناجم عنه الموت دون قصد القتل وطلبت كذلك بصفة اصلية اعتبار منوبها غير مسؤول جزائيا وقدمت ما يثبت ان عائلة المتهم تعاني امراضا عصبية،
وبعد المفاوضة قررت الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الابتدائية بتونس سجن المتهم مدى الحياة.