المدير أ/ طه العبيدي Admin
عدد الرسائل : 5241 الإسم و اللقب : رجال القانون نقاط : 5743 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: التحرش عند المغاربة الثلاثاء أغسطس 19, 2008 1:03 pm | |
| التحرش عند المغاربة يشكل التحرش الجنسي موضوع كل العصور, وخضعت معالجته لأشكال مختلفة بحسب اختلاف عقلية المجتمعات وموقعها على سلم التطور الاقتصادي والثقافي. وبالنسبة للمغرب فقد نال حظه من هذه الظاهرة, التي تتميز بالانتشار الواسع في بلدنا, بحكم ميول الرجال إلى معاكسة النساء واختلاس المتعة الجنسية تحت الضغط والإكراه, واستعمال الوسائل البذيئة في التحرش بالمرأة، كانت في الشارع أو العمل أو في المدرسة أو في السوق أو في أي مكان تطالها فيه عين الرجل.
ففي مراكش عاصمة سبعة رجال, يمارس التحرش الجنسي علنا ضد المرأة في ساحة جامع الفناء وأمام المؤسسات التعليمية والجامعية. الغريب في الأمر أن هذه الظاهرة لم تعد تقتصر على الرجال فقط، بل تعدتها إلى النساء اللواتي أصبحن يتحرشن بالرجال من خلال مظاهرهن وكلماتهن وغمزات أعينهن خاصة بالمقاهي والساحات العمومية.
وهي ظاهرة بدأ الحديث عنها في الأوساط المغربية منذ عقود, لكنها لم تتصدر اهتمامات الرأي العام إلا في السنوات الأخيرة, عندما برزت استقلالية المرأة بشكل أكبر، مع ارتفاع نسبة الطلاق والعنوسة وتفاقم ظاهرة الأمهات العازبات.
وتشكل المؤسسات التعليمية أهم الفضاءات التي يمارس فيها أو أمامها التحرش الجنسي بامتياز, وهي ضربة قاضية للمدرسة باعتبارها فضاء تربويا يفترض فيه تهذيب الأخلاق، والنهوض بالقيم الإنسانية، إذ أصبحت مرتعا لأحد أوجه الانحراف القاتلة التي تستهدف المرأة والمجتمع.
وتمثل الظاهرة، بالفعل، نسبة مهمة تدق ناقوس الخطر، اتجاه ما يمكن أن يجعل المؤسسة التعليمية فضاء سائبا، تصل نسبة التعرض فيه للتحرش الجنسي، إلى حوالي 25 في المائة.
ولم يغفل المشرع المغربي, التطرق إلى مرتكب فعل التحرش, وتعرض له في منطوق القانون، الذي دخل حيز التنفيذ بعد صدوره بالجريدة الرسمية بتاريخ 19 فبراير 2004، يضع المرأة والرجل تحت طائلة المعاقبة في حال ممارسة فعل التحرش، ولم يعر هذا القانون الاعتبار لما يحلو للبعض تسميته بالسلطة الاجتماعية، إذ يعاقب القانون "كل شخص"، مشددا "سواء كان امرأة أو رجلا"، بالحبس من سنة إلى سنتين وبغرامة مالية، تتراوح ما بين 5 آلاف درهم و50 ألف درهم، إذا ما ثبت تورطه في جريمة التحرش الجنسي.
ويشير المتهمون بجرم التحرش الجنسي خاصة في أوساط الشباب والمراهقين، إلى الكبت والفراغ، اللذين يعانون منهما خصوصا في فترة الصيف، حيث العطل، واشتداد الحرارة التي تدفع بالعديد منهم بالاتجاه نحو الشواطئ للاستجمام وملء الفراغ من خلال ملاحقة الفتيات والتحرش بهن, متهمين إياهن باستدراج الذكور بلباسهن الفاضح، وحركاتهن المتمايلة، ونظراتهن الأنثوية، وكأنهن اللواتي يتحرشن بالرجال وليس العكس. | |
|