تطوّرات مثيرة في قضيّة قتل المهندس بأريانة المتّهمة تفرّ من نافذة مستشفى الرازي، تعترف بعدّة حقائق ثمّ... تتراجع
العثور على قفّاز بموقع الجريمة وتحاليل مخبريّة لكشف الحقيقة
ماذا قال حارس الغابة وأعوان الحماية وما حكاية المسجد الذي اختفت فيه المتهمة؟
الأسبوعي ـ القسم القضائي: أصدر قاضي التحقيق بالمكتب الثاني بالمحكمة الابتدائية بأريانة في بحر الاسبوع المنقضي بطاقة ايداع بسجن النساء في شأن امرأة في الثامنة والثلاثين من عمرها يشتبه في مسؤوليتها عن وفاة زوجها المهندس بشركة دليس دانون المهدي بوعاشور الذي يكبرها بنحو عامين حرقا قبل عشرة ايام.
وكنا تطرقنا في العدد الفارط الى ملابسات الجريمة من خلال بعض المعطيات الشحيحة ونعود اليوم لتسليط الضوء على آخر المستجدات التي افرزتها الابحاث التي اجراها اعوان الادارة الفرعية للقضايا الاجرامية بالقرجاني.
مهندس يحتضر
منطلق البحث في القضية كانت مكالمة هاتفية وردت على قاعة العمليات للحماية المدنية بمنوبة يفيد فيها مخبر عن تصاعد ألسنة اللهب من سيارة رابضة وسط غابة سيدي ثابت فسارع الاعوان باشعار نظرائهم باريانة الذين تحولوا على جناح السرعة الى الموقع المشار اليه حيث اخمدوا النار قبل ان يعثروا على كهل ملقى ارضا على بعد نحو 15 مترا من السيارة والنيران تلتهم جسمه فأخمدوها ثم وضعوا غطاء على جسمه باعتباره كان عاريا تماما ما عدا الجوارب التي كانت في ساقيه ونقلوه الى المستشفى وهو في حالة خطيرة لكنه كان يعي ما يدور حوله واجاب على بعض الاسئلة التي طرحها عليه اعوان الحماية المدنية من ذلك انه افادهم ان زوجته احرقته كما اعلمهم عند استفساره حول سر تواجده بتلك المنطقة الغابية بان زوجته ارادت مصالحته بعد الخلافات التي نشبت بينهما.
وبعد ساعات من الاحتفاظ به تحت العناية المركزة فارق المهدي الحياة مخلفا لغزا حول سر هلاكه.
هروب الزوجة
وبناء على الكلمات الاخيرة للمهندس ألقى اعوان الامن القبض على الزوجة بينما كانت تباشر عملها بمستشفى بالضاحية الشمالية للعاصمة.
وبالتحري معها انكرت ما نسب اليها وتمسكت ببراءتها قبل ان تصاب بانهيار عصبي نقلت اثره الى مستشفى الرازي تحت حراسة أمنية مشددة، ولكن اثناء انفرادها بالطبيبة داخل قاعة الفحص لاذت بالفرار عبر نافذة قبل ان يتم ايقافها في صباح اليوم الموالي واقتيادها مجددا الى مقر الادارة الفرعية للقضايا الاجرامية بالقرجاني لمواصلة التحري معها.
اتهامات للزوج
وباستفسارها عن الظروف التي حامت حول الحادثة افادت ان خلافا نشب بينها وبين زوجها قبل اربعة ايام من موته فاستدعته عائلتها لاعادة المياه الى مجاريها وبعد ذلك تعمّد ـ حسب قولها ـ المهدي لكمها ثم جرها من شعرها الى الخارج وارغمها على ركوب السيارة قبل ان يعرّج على محطة بنزين حيث ابتاع اربع ليترات من المحروقات ثم عرّج ـ ودائما حسب اقوال المظنون فيها ـ على عطرية واقتنى علبة كبريت وتوجه الى منطقة غابية حيث هددها بالقتل وكان يمسك بوعاء البنزين قبل ان تشتعل النار داخل السيارة دون ان تحدد ـ حسبما توفر من معطيات ـ مصدرها وذلك اثناء شجار نشب بينها وبين زوجها بسبب خلافات ارجعتها الى المصروف.
تراجع في الاقوال
ولكن هذه الاعترافات المسجلة عليها لدى باحث البداية تراجعت عنها اثناء مثولها منتصف الاسبوع الفارط امام قلم التحقيق بابتدائية اريانة وانكرت جملة وتفصيلا علمها بملابسات واطوار الحادثة كما انكرت توجهها الى المنطقة الغابية بسيدي ثابت ليلة الواقعة مع زوجها رغم مواجهتها بأقوالها لدى باحث البداية والتي افادت بانها انتزعت منها تحت الضغط وكذلك بشهادة حارس بغابة التي افاد بانه شاهدها قرب موقع الجريمة واستفسرها عن سر تواجدها بالمكان اثناء نشوب الحريق فاعلمته بانها عون امن واستظهرت له ببطاقتها المهنية فطلب من احد الاشخاص ان يوصلها بواسطة دراجة نارية الى مركز الامن ولكنها طلبت من هذا الشخص (الثاني) انزالها قرب احد المساجد حيث يرجح انها اختفت لبعض الوقت كما تمت مواجهتها باقوال اعوان الحماية المدنية الذين ذكروا ان الضحية الذي عثروا عليه في حالة وعي افادهم ان زوجته هي التي احرقته.
الغموض يلف القضية
وامام هذه المستجدات التي اتسمت بالتناقض والغموض في اقوال المظنون فيها اصدر حاكم التحقيق بطاقة ايداع بالسجن في شأنها في انتظار ظهور نتيجة الفحص الطبي والتحاليل المخبرية وكذلك التحاليل المجراة على بعض الاجسام التي عثر عليها بموقع الجريمة على غرار القفاز.
وفي ذات السياق افادنا مصدر مقرب من عائلة المأسوف عليه ان ملابسات الحادثة يكتنفها غموض شديد في ظل تناقض اقوال المشتبه بها وان اسرة المهدي تناشد السلط الامنية والقضائية اظهار حقيقة موت ابنها وكشف الجناة