في حي هلال:
قاتلة تلميذة الباكالوريا بـ«شقف» تعترف بجريمتها
نظرت الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الابتدائية بتونس امس في قضية مقتل تلميذة الباكالوريا بجهة حي هلال على يد جارتها.
وخلال الجلسة أُحضرت المتهمة موقوفة بعدما اصدرت النيابة العمومية بطاقة ايداع بالسجن ضدها، واما دائرة الاتهام فوجهت لها تهمة قتل نفس بشرية عمدا طبق احكام الفصل 205 من القانون الجزائي.
وكانت الابحاث انطلقت في القضية بتاريخ 12 أوت 2006 عندما تقدمت امرأة من متساكني حي هلال الى فرقة الاستمرار بالملاسين وصرحت انها تعرضت للاعتداء بالعنف من طرف جارها حيث سدد لها لكمة على فمها تسببت لها في سقوط سنها، كما اضافت ان ابنة من اعتدى عليها اصابت ابنتها ببقايا قارورة على رقبتها وتم نقلها الى المستشفى.
وبمقتضى شكايتها باشر اعوان الامن اجراء تحرياتهم في القضية وتبين ان الفتاة المصابة حالتها الصحية حرجة وما زاد الامر سوء اانها توفيت بعد ثلاثة ايام.
وبانطلاق التحريات تبين ان المظنون فيها كانت مخطوبة لشقيق الهالكة الا ان هذا الاخير فسخ الخطوبة وذلك ما حز في نفس الخطيبة، وكانت تسبب المشاكل لعائلة خطيبها السابق وبعد حوالي سنة من فسخ الخطوبة اي بتاريخ 12 أوت 2006 اي اليوم الموافق لحصول الحادثة خرج شقيق المجني عليها حوالي التاسعة والنصف ليلا الى احدى المقاهي فاعترضت سبيله خطيبته السابقة وكانت بحالة سكر ثم مسكته من ثيابه وتشاجرت معه فتناهى الامر الى مسامع عائلتيهما فخرجت والدة الشاب لاستجلاء الامر وفي الاثناء سدد لها والد الفتاة لكمة على فمها ثم لحقت بها المظنون فيها وجذبتها من شعرها واسقطتها ارضا ولما رأتها ابنتها هرعت لمساعدتها على النهوض، ولكن والد المظنون فيها هشم شقفين فأخذت ابنته واحدا وهوت به على رقبة الضحية ومن ثمة وقع نقلها الى مستشفى الرابطة حيث حاول الاطباء انقاذها ولكنها توفيت بغرفة العناية المركزة بعد 3 ايام.
وفي بداية التحريات انحصرت الشبهة في المظنون فيها ووالديها وشقيقتها القاصر، ولكن المظنون فيها اكدت على انها هي التي اصابت المجني عليها ببقايا «شقف» كما اكدت ذلك والدة الهالكة حيث ذكرت انها شاهدت المظنون فيها تهوي على ابنتها.
واما تقرير الطبيب الشرعي فقد بين ان الوفاة ناتجة عن قطع شرايين رقبة المجني عليها بسبب اصابتها بآلة حادة.
وباحالة ملف القضية على المحكمة احضرت المتهمة امس موقوفة واعترفت باصابتها المجني عليها بـ«شقف» ونفت ان تكون لها نية في قتلها، واكدت على ان والدها لم يقم بأي عمل مع الاشارة الى ان هذا الاخير حفظت التهمة في حقه.
وحضرت محامية ورثة الهالكة وطلبت الحكم وفق طلبات الدعوة المدنية.
واما محامية المتهمة فبينت ان منوبتها اعترفت بكل تلقائية منذ الابحاث الاولية، ورأت انها صغيرة السن كما انها كانت بتاريخ الحادثة في حالة هيجان وسكر وقد حصلت معركة بين عائلتي منوبتها والضحية فالتقطت (منوبتها) بقايا قارورة كانت بالمكان واعتدت بها على الهالكة ولم تكن تقصد قتلها لا سيما انه لا توجد بينهما اية عداوة او خلافات، وبناء على ذلك رأت ان النية القصدية غير متوفرة وطلبت اعتبار التهمة من قبيل الاعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه الموت دون قصد القتل طبق احكام الفصل 208 من المجلة الجزائية.
واما المتهمة فقد طلبت عند اعذارها التخفيف، وتبقى الكلمة الختامية لهيئة المحكمة التي حجزت القضية للمفاوضة.