فرنسا: احتجاجا على إيقاف تلميذ تونسي واستعداد السلطات الفرنسية لترحيله
300 تلميذ يغلقون معهدين بباريس ويقذفون أعوان الأمن بالحجارة والبيض المسلوق
تجمع ثان يوم الاربعاء للمطالبة بعودة التلميذ «وليد الجديد» إلى مقاعد الدراسة
ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أمس أن مايناهز الـ 300 تلميذ أغلقوا انطلاقا من الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم الجمعة الفارط أبواب معهدين ثانويين بالضاحية الجنوبية للعاصمة الفرنسية باريس احتجاجا على إيقاف أعوان الأمن لزميلهم التونسي وليد الجديد (19 سنة) واستعداد السلطات الفرنسية لترحيله الى تونس.
وقالت صحيفة «لي باريزيان» الفرنسية أن التلاميذ تجمعوا صباح يوم الجمعة بطريقة عفوية وتلقائية وأغلقوا أبواب معهدي جورح كورميي وجول فيري ـ جنوب باريس للتعبير عن رفضهم لإيقاف زميلهم التونسي عن الدراسة واحتجازه بمركز وقتي والاستعداد لترحيله لعدم حمله لوثائق الإقامة بالتراب الفرنسي.
إعادة وليد
وحسب المصدر ذاته فإن مئات التلاميذ نادوا بإعادة وليد الجديد الى المعهد لمواصلة دراسته وتسوية وضعيته القانونية خاصة وان أفراد عائلته ـ ما عدا والدته ـ يقيمون بفرنسا قبل ان ينهوا الأعتصام حوالي الساعة العاشرة و45 دقيقة. وكان مندوبون من جمعية «تعليم بلا حدود» (RESF) وهي حركة فرنسية للدفاع عن التلاميذ والطلبة الأجانب المهددين بالترحيل الى بلدانهم الأصلية التقوا أول امس عمدة بلدة كولوميي ـ جنوب باريس ـ في محاولة لتسوية وضعية التلميذ التونسي بطرق ودية. وقال فيليب رويديرير عضو جمعية «تعليم بلا حدود» لوكالة الأنباء الفرنسية الرسمية أن زملاء وليد الجديد تجمّعوا بصفة عفوية أمام أبواب المعهدين للمطالبة بحق زميلهم التونسي في العودة الى مقاعد الدراسة».
وأضاف: «لقد تحدثنا مع العمدة حول وضعية وليد وطلبنا رأيه في المسألة». وقال عمدة منطقة كولوميي فرانك رياستر أنه تلقى وثيقة مذيلة بـ 1500 إمضاء يطالب فيها أصحابها اعادة التونسي وليد الى دراسته. وذكرت إحدى التلميذات المشاركات في التجمّع الأوّل أن «مئات التلاميذ سيتجمعون يوم الاربعاء القادم من أجل عودة وليد الى مقاعد الدراسة».
هاجر منذ عامين
يذكر أن وليد ينحدر من عائلة تونسية هاجر والده منذ عام 1968 الى فرنسا حيث يقيم بطريقة قانونية كما يعيش إخوته الخمس بفرنسا بعد حصولهم على وثائق الإقامة فيما رفض وليد ـ الذي استقر بضواحي باريس الجنوبية منذ عامين ـ تسوية وضعية اقامته على الأراضي الفرنسية خشية رفض السلطات الفرنسية لطلبه وترحيله الى بلده.
وأفاد احد أشقاء وليد ان الأخير كان يدرس بمعهد ثانوي خاص بالتكوين المهني قبل ان يوقفه اعوان الأمن يوم 9 جانفي الجاري بينما كان أمام منزل عائلته وأودعوه بمركز للحجز الوقتي للمهاجرين غير الشرعيين استعدادا لترحيله الى تونس.