أستاذي الكريم طه العبيدي قسما عظما فديت من حاجة إسمها كراء

أهلا بك و رمضان مبارك عليك و على جميع المؤمنين، فعلا من المعيب أن يعمد إنسان إلى الإنتفاع بالمكرى و يماطل في دفع ما هو محمول عليه من مال الكراء إذ أن لله تعالى دعى العباد إلى الوفاء بافلتزامات فالوفاء بالعهد خصلة من خصال الأوفياء الصالحين ، ومنقبة من مناقب الدعاة المخلصين ، وهو أدب رباني حميد ، وخلق نبوي كريم ، وسلوك إسلامي نبيل ، الوفاء بالعهد من شعب الإيمان وخصاله الحميدة ، ومن أهم واجبات الدين وخصال المتقين وخلال الراغبين في فضل رب العالمين ، فمن أبرم عقداً وجب أن يحترمه ، ومن أعطى عهداً وجب أن يلتزمه ، لأنه أساس كرامة الإنسان في دنياه ، وسعادته في أخراه .
و لكن يظل البعض يعتقد أن ربح بعض الدنانيرو إن كثرت أو ربح الوقت و إن طال يزيد في ماله و إنما هو خزي و عار في الدنيا و حسرة و ندامة في الآخرة.
و مع ذلك و بعيدا على الخطاب الأخلاقي أقول أن المماطلة في أداء معينات الكراء و لئن تم دفعها خلال أجل ثلاثة أشهر طبقا للفصل 23 من قانون الأكرية التجارية فإنه بتعددها و تكررها يجعل المتسوغ مماطلا و ملحقا الأذى بالمالك بما يبرر فسخ العقد لهذا السبب فالسبب يتغير من عدم الوفاء إلى سبب مشروع في الخروج دون دفع غرامة الحرمان وهو المماطلة الموجب للفسخ بتوفر ركن تعمد الإضرار بالمالك .
و قد ذهبت محكمة التعقيب في هذا الإتجاه و لئن كان غير مستقر.

جعلكم الله مناط كل رجاء صالح وأثابكم عنا خير الجزاء أستاذي طه