مصر:المتهم رفض السفر لتل أبيب خوفًا من اغتياله.. 15 فيفري أولى جلسات محاكمة شبكة التجسس الإسرائيلية أمام محكمة أمن الدولة العليا
حددت محكمة استئناف القاهرة برئاسة المستشار السيد عبد العزيز عمر، جلسة 15 فيفري القادم لمحاكمة المتهمين الثلاثة فى قضية التخابر لحساب جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، وذلك أمام محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ
وكانت النيابة أعلنت المتهم الأول فى القضية يوم الخميس الماضي بقرار الاتهام، وأمر الإحالة فى القضية بمحبسه بسجن مزرعة طره، والذي تضمن إحالته وضابطي الموساد الإسرائيلي الهاربين إيدى موشيه وجوزيف ديمور إلى محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ بالقاهرة.
وضم ملف القضية قرار الاتهام وأمر الإحالة وتحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فى القضية مع المتهم ومذكرة التحريات الأمنية وأسماء شهود إثبات التهم ضد المتهمين وإفاداتهم، وكذلك الأحراز المضبوطة فى القضية وغيرها من الأدوات التي استخدمها المتهم المحبوس طارق عبد الرازق فى عمليات التخابر.
ونسبت نيابة أمن الدولة إلى المتهمين الثلاثة - فى قضية التخابر لحساب جهاز الموساد الإسرائيلي - فى قرار الاتهام أنهم خلال الفترة من ماي 2008 وحتى أول أوت 2010 - داخل مصر وخارجها - تخابروا مع من يعملون لحساب دولة أجنبية (إسرائيل) بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد بأن اتفق المتهم طارق عبد الرازق أثناء وجوده بالخارج مع المتهمين الإسرائيليين على العمل معهما لصالح المخابرات الإسرائيلية وإمدادهما بالتقارير والمعلومات عن بعض المسئولين الذين يعملون بمجال الاتصالات لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع الموساد بغية الإضرار بالمصالح المصرية.
كما نسبت النيابة إلى المتهم الأول (طارق عبد الرازق) أيضا أنه قام بعمل عدائي ضد دولتين أجنبيتين (سوريا ولبنان) من شأنه تعريض الدولة المصرية لخطر قطع العلاقات السياسية معهما بأن اتفق بالخارج مع المتهمين الإسرائيليين ولمصلحة المخابرات الإسرائيلية على إمدادها بتقارير وبمعلومات عن بعض السوريين واللبنانيين لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع الموساد، وبنقل تكليفات من إسرائيل لأحد عملائها بسوريا وكان من شأن ذلك تعريض الدولة المصرية لخطر قطع العلاقات السياسية مع هاتين الدولتين.
واعترف المتهم طارق عبد الرازق تفصيليا خلال التحقيقات بعمليات تجنيده لحساب الموساد والتي بدأت فى ضوء مبادرته بإرسال رسالة للموساد على شبكة الانترنت عارضا فيها رغبته فى التعاون معهم وإبلاغه لهم بأنه مصري مقيم فى الصين.
وأدلى باعترافات تفصيلية تتعلق باللقاءات التي جرت بينه وبين رجال الموساد فى عدد من الدول وهى الهند والصين وتايلاند وكمبوديا ونيبال ولاوس مكاو، وأقر أيضا بتلقيه تعليمات منهم للعمل على انتقاء واستقطاب عناصر سورية ولبنانية ومصرية للتعاون مع الموساد.
وذكر المتهم، فى أقواله بالتحقيقات، أنه قام بتنفيذ تكليف صادر إليه من الموساد الإسرائيلي بالسفر إلى سوريا، حيث التقى هناك بمواطن سوري عميل للموساد ونقل منه بعض المعلومات لضابطي الموساد الهاربين من خلال شبكة الانترنت.
وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، أن المتهم طارق عبد الرازق رفض عروض ضباط "الموساد" بالسفر إلى تل أبيب لتلقى دورات تدريبية متقدمة فى مجال التجسس والاستخبارات التكنولوجية.
وجاء فى اعترافاته خلال التحقيقات -التي باشرها المستشار طاهر الخولى المحامى العام الأول للنيابة- أن السبب الرئيسي وراء عدم سفره لتل أبيب خوفه من الاغتيال على يد الأجهزة الأمنية، مشيرا إلى انه طلب إحضار الأجهزة الخاصة بالتدريب إلى الصين.
كما ضمت اعترافات المتهم فى تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فى القضية رقم 650 لسنة ٢٠١٠ أمن دولة عليا، أنه علم من ضابط الموساد أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي وراء قطع كابلات الإنترنت الخاصة بمصر فى البحر المتوسط على بعد كيلومترات من السواحل الإيطالية قبل عام ونصف العام، وهو القطع الذي أثر سلباً على شبكة الإنترنت بمصر، حيث تربط الكابلات مصر بشبكة الإنترنت العالمية، مما تسبب فى خسائر اقتصادية فادحة لجميع الشركات الكبرى التي تنفذ معاملات مالية عبر الإنترنت.
فيما جاء بالتحقيقات، أن المتهم تنقل بين 8 دول فى السنوات الثلاثة الماضية من بينها كمبوديا ولاوس ونيبال ومكاو وتايلاند، بالإضافة إلى الصين والهند، وسوريا ولبنان.
وكانت "المصريون" كشفت فى تقرير لها الأسبوع الماضي أن جهات أمنية طلبت من القيادة السياسية - بعد ضبط شبكة التجسس الإسرائيلية - إعادة النظر فى كافة التسهيلات الممنوحة للإسرائيليين خاصة دخولهم إلى سيناء تحت غطاء السياحة بدون تأشيرات دخول، ولا جوازات سفر، حيث يمكن للإسرائيليين الدخول لسيناء بتصريح دخول لمدة أسبوعين بموجب بطاقة الهوية الإسرائيلية، كما يمكنهم الخروج من سيناء إلى اى من المدن المصرية دون أية قيود.
يذكر أن أجهزة الأمن المصرية وفق روايتها أنها ألقت القبض على طارق عبد الرازق في الأول من أغسطس بمطار القاهرة وهو يستعد للسفر إلى حيث مقر شركته بالصين وان الشبكة استهدفت طوال أكثر من ثلاث سنوات تجنيد مصريين وسوريين ولبنانيين للعمل لمصلحة إسرائيل.