في الحوار التلفزي والإذاعي المفتوح مع وزير التربية
الكاباس باقية.. لا تغيير في العطل.. التقليص من الساعات الجوفاء وحتمية مراجعة البرامج التعليمية
أخيرا وضع وزير التربية النقاط على الحروف وأزاح الغموض الذي طغى على عديد المسائل التربوية وأدخل التلاميذ والأسرة التربوية في دوامة التذبذب والبلبلة..
جاء ذلك في إطار سلسلة الحوارات التلفزية والاذاعية مع أعضاء الحكومة والذي تم تخصيصه أمس لقطاع التربية والتعليم وتولى خلاله السيد حاتم بن سالم على مدار الساعتين تقديم التوضيحات اللازمة للمشاغل و المستجدات المطروحة على المنظومة في علاقتها بالزمن المدرسي والارتقاء بتدريس اللغات ونظام العطل وآلية التقييم بالإبتدائي وتفسير مبررات قراري إلغاء العمل بالأسبوع المغلق في الإعدادي و"الباك سبور" إلى جانب إعادة تأكيد موقف الوزارة من مناظرة الكاباس وغيرها من المسائل.
وعلى أهمية الحوار وثراء التدخلات وصراحة الوزير افتقد المتابع للملف روح التفاعل وردود الفعل التلقائية والفوريةالتي كان يفترض أن تثيرها بعض الردود لمزيد التعمق في طرح بعض المسائل بما يجعل الحوار حيا لا يقتصر على سؤال ثم جواب خصوصا وأن توقيت بث هذا المنتدى يأتي بعد أسبوع تقريبا عن انطلاق السنة الدراسية ولم يمر تنفيذ جانب من الإجراءات الجديدة دون مواجهة بعض الإشكاليات والصعوبات الميدانية كما كان الشأن بالنسبة للمراسم الجديدة لتحية العلم لعدم توفر مستلزماتها بالعدد الكافي بمختلف الأقسام إلى جانب تواصل تذمرات الأولياء من شطط مطالب جانب من المربين المتعلقة بالأدوات المدرسية وهو ما يتضارب وتوجهات الوزارة ...
لا تغيير في العطل
على مستوى المضمون أكد وزير التربية بصفة رسمية أن السنة الدراسية الحالية لن تشهد تغييرا في أجندا العطل القديمة مرجعا "الشوشرة" التي حصلت لدى الرأي العام هذه الفترة إلى سوء تفاهم بين الوزارة وتحديدا بعض إطاراتها وبين بعض وسائل الإعلام وإن لم ينف الحاجة المتأكدة لإعادة النظر في توزيع فترات الدراسة السنوية والعطل وهو ما يجري دراسته بعيدا عن التسرع داعيا الجميع إلى المشاركة بالرأي والمقترح لخلق المراوحة المتوازنة بين الحصص الدراسية والعطل.
في الجانب المقابل تأكد المضي قدما هذا العام في الإجراء الجديد الرامي إلى إلغاء العمل بالأسبوع المغلق في المدارس الإعدادية بما يسمح بتفادي هدر ما يقارب 56يوم دراسة مترتبة عن التفرغ لهذه الإمتحانات.
وفي ما يتعلق بالزمن المدرسي شددت الإجابات الواردة على وجوب التريث والتدرج في معالجة هذا الملف لارتباط الزمن المدرسي بالزمن الاقتصادي والأسري لكن للإيمان المطلق بضرورة إعادة النظر في هذا المشغل الجوهري يجري تدارس تجربة نموذجية في عدد محدود من المدارس الإبتدائية تعتمد نظام الحصة المسترسلة.
تحية العلم
دخول الطريقة الجديدة لتحية العلم حيز التطبيق مطلع هذه السنة الدراسية لم يمض دون إثارة تساؤلات حول مبرراتها .وفي شرح لخلفية التخلي عن الصيغة القديمة أورد الوزير بأن التصور الجديد كان نتاج تشاور معمق طال مختلف جوانب تطوير صيغ تحية العلم أفضى إلى الشكل الجديد المقترح والمنتظم داخل قاعات الدرس وكانت وصلت الوزارة انتقادات وملاحظات عديدة حول المظاهر والسلوكيات السمجة التي تحف سابقا بموكب تحية العلم المقام بالساحات والمخلة بآداب احترام العلم
وبالنسبة للتصدي لمظاهر الشطط في مطالبة التلاميذ باقتناء الأدوات المدرسية بما يثقل كاهل العائلات جدد بن سالم التذكير بالتدابير التي اتخذتها الوزارة هذا العام ومنها اصدار منشور يحدد حجم الكراسات المعتمدة بالإبتدائي والتي يتعين عدم تجاوز حجم أكبرها 24صفحة مع التوجه نحو تعميم تعليمات النهي عن الشطط وحصرمواصفات الكراس مستقبلا على بقية المستويات
وحول ثقل وزن محفظة تلميذ الإبتدائي وثقل كلفتها على الأولياء تمت الإفادة بأن معدل وزن الكتب بالمحفظة لا يتجاوز 1,200كلغ وبأن معدل وزن الكتاب الواحد لايفوق 300غ أما الكلفة فإنه رغم ارتفاعها هذا العام ب 15بالمائة في مستوى الكتب فقد تمت المحافظة على أسعار السنة الماضية مراعاة للمقدرة الشرائية للأسر التونسية.
بخصوص إلغاء العمل بـ"الباك سبور" يتضح أن جملة من العوامل تقف وراء القرار منها ما يكتسي بعدا ماديا تترجمه ارتفاع كلفة تنظيم الامتحان التطبيقي والمقدرة ب3ملايين دينار إلى جانب البعد البيداغوجي الذي يعكسه انخفاض المعدل المتحصل عليه في هذه المادة خلال الامتحان عن المعدل السنوي ما أملى منح التلميذ فرصة للحصول على العدد المسند خلال السنة الدراسية لينضاف لجملة هذه العوامل عنصر آخر يتعلق بالسلوكيات والمظاهر المرافقة لهذا الامتحان المخلة بالأخلاق
وفي معرض آخر من التدخلات تم التعرض لمشاغل تربوية تتعلق بالساعات الجوفاء والدروس الخصوصية ونظام الارتقاء بالابتدائي وقد شددت إفادات الوزير بأن الحرص على التقليص من الساعات الجوفاء متواصل ويسهر فريق عمل على إعداد جدول أوقات بالإعلامية لتفادي هذه الثغرات كما أنه ولتجاوز إشكالاتها بقاء التلاميذ خارج المعهد في ضوء محدودية عدد قاعات المراجعة وصعوبة توفير اعتمادات لإحداث المزيد منها .راهنا يجري العمل على تطوير وتوسيع شبكة فضاءات الموارد والاعلام داخل المعاهد لاحتضان التلاميذ خلال ساعات الفراغ.
وبالنسبة للدروس الخصوصية جدد الوزير التذكير بموقف الوزارة غير الرافض لتعاطيها من حيث المبدأ لكنه شدد على أنه لا تسامح مع مظاهر الإبتزاز والمتاجرة بمستقبل أبناء تونس ويقتضي أن يستند تنظيمها إلى الإجراءات المقرة من الوزارة مذكرا بالاجراءات الردعية التي تم اتخاذها ضد من ثبت اخلاله بتراتيب تعاطي هذه الدروس العام الماضي.
محطات تقييمية
لن تعود السيزيام في شكلها القديم بالابتدائي ليتواصل العمل بالمعدل السنوي للارتقاء للسابعة أساسي غير أن وجود محطة تقييمية لوزارة الإشراف في السنة السادسة استوجب إرساء هذه المحطة ليتسنى لها تقييم المنظومة التربوية في موفى المرحلة الأولى من التعليم الأساسي لا سيما بعد إلغاء امتحان "الكتريام".
وسيسجل نظام الارتقاء بالاستحقاق إلى جانب العمل بدفتر الأعداد حضورهما بدءا من هذه السنة بالابتدائي فيما يتواصل العمل بمناظرة "النوفيام " بشكلها المعتاد دون تغيير يذكر.
وبخصوص مناظرة "الكابس" أعلن الوزير عن تواصل اعتمادها في انتدابات إطارات التدريس نافيا وجود أدنى نية للتخلي عنها معتبرا إياها "الآلية الأنصف والأكثر عدلا وشفافية رغم أنها قد لا تكون الأمثل في رأيه." مؤكدا في السياق ذاته حرص الوزارة على التعامل في تنظيمها بكل نزاهة بعيدا عن كل أشكال المحاباة مشيرا إلى أنه لا مجال للانتدابات المباشرة والعشوائية في التدريس ودعا كل من يرصد ما يخل بهكذا توجه إلى التبليغ عنه.
الحوار مع نقابات التعليم
وصف السيد حاتم بن سالم علاقة الحوار القائم مع نقابات التعليم بالصريح والبناء مبديا استعداد الوزارة للإصغاء والتحاور في كل ما يتعلق بالمسائل المهنية. وأشار إلى أن أبواب الحوار تبقى دائما مفتوحة للتعامل في كنف المسؤولية مع الأطراف النقابية.