تونس: الموفق العائلي في ثوب جديد وساطة خارج إطار القضاء بين الأزواج المتخاصمين
تونس ـ الصباح
هل كل ما يحتاجه الأزواج الفرقاء موفقا عائليا؟
رغم أنّ آلية الموفق العائلي ليســت جديــدة على مستوى الطرح والاعتماد في تسوية الخلافات العائلية على النطاق الجمعياتي أوالإداري فإن مثل هذه الخطة مرشحة إلى مزيد التفعيل والتجويد وجعلها أكثر قربا والتصاقا بطبيعة النزاعات الزوجية خاصة والأسرية عامة من خلال الدفع الجديد الذي تحرص وزارة العدل وحقوق الإنسان على بثه وإضفائه على مؤسسة المصالح العائلية بما يفرز نجاعة أكبر ونجاحا أوسع عل المساعي التوفيقية والصلحية في قضايا الطلاق وتبعاتها من نفقة وزيــــارة الأطفال..
وتـجري في هـذا المستوى الاستعدادات حثيثة في مركز الدراسات القانونية والقضائية لبلورة ملامح هذا المشروع في ثوبه الجديد وقد انطلق فريق اللجنة متعدد الاختصاصات المتكون من قضاة باحثين في أشغاله والشروع في طرح التصورات والمقترحات الكفيلة بضبط ملامح المصالح بالإطلاع على الأنظمة والتجارب المقارنة.
ولأن أشغال اللجنة مازالت في بداياتها لم يتسن لنا الظفر بمعطيات دقيقة حول هذا المشروع الذي تجري دراسته وقد أورد للصباح مدير مركز الدراسات القانونية السيد زهيراسكندر أن المرحلة الراهنة ترتكز على التعرف على النماذج الناجحة والأساليب الجيدة في تعاطي الموفق العائلي مع النزاعات التي تزعزع كيان الأسرة والحرص على تسوية الخلافات أو تذليلها قبل بلوغ مرحلة التقاضي، معتبرا أن عامل الوقت أساسي وكسب ثقة الأطراف المتنازعة من قبل مؤسسة المصالح ضرورية لتجري اللقاءات الصلحية خارج الإطار القضائي في أجواء مريحة بعيدا عن الحيز الزمني الضاغط للجلسات الصلحية داخل المحكمة. مثمنا هذه الآلية التي تعتبر في نظره مفيدة ومعززة لمهام القاضي في إيجاد فرص للتصالح بين الزوجين وتسوية نزاعات الحالة الشخصية والتوسط بين الزوجين المتخاصمين لحل الخلافات بالحسنى في ترابط مع قاضي الأسرة وأورد المتحدث أنه يتوقع أن يتم الانتهاء من بلورة هذه الخطة التي تندرج في إطارالبرنامج الرئاسي ورسم ملامح القائمين بها من الجنسين استنادا إلى مبدإ الكفاءة والقدرة على المصالحة قبيل الصائفة القادمة مبـرزا ماتفتحه من آفاق لتشغيل الشباب الجامعي بعد تكوينهم في المجال.
وبالاستفسار عما اذا سيتم إحداث نظام إشهادي يسمح لحامليه القيام بهذه المهمة حتى تكون أكثر تنظيما وبعيدا عن الإعتباطية والسطحية التي تكتنف بعض التدخلات الصلحية التلقائية المعتمدة في بعض الأوساط سابقا، اعتذر مصدرنا عن الإجابة إلى حين تبلور التصورات المقترحة في هذا الشأن.
من جهتنا نعتبر مثل هذا التوجه مطلوبا لتأمين حرفية التدخلات وضمان تكوين قانوني واجتماعي ونفسي للموفق العائلي بما ينعكس على نجاح المهمة.
