أخ نبيل لقد تأثرت كثيرا لمشكتك و تجربتك المريرة مع العدالة التي تظل لها وجوه عدة فالقاضي يقضي حسب الظاهر و الله يقضي بالباطن و تلك هي حكمة الله عز و جل.
فإنت أحد من الذين يقبعون شهورا في غياهب السجون ليصدر بعدها حكم بترك سبيلهم و إبرائهم من تهم التي علقت بهم لقد أصبح هذا السيناريو معتادا لإن قرينة البراءة أستبدلت لدى بعض القضاة بقرينة الإدانة و فتظل مدانا إلى أن تثبت براءتك و ليس بكل الطرق بل بالطرق التي يرتضيها هذا القاضي و تقنعه و التي ليست بالضرورة تلك التي تقنع غيره.
للأسف الأمثلة عديدة جدا ففي تونس لنا أكثر من
Affaire d'Outreau و لا بد من وقفة حازمة لرفع الظلم و تغيير المنطق المتعامل به و توفير أليات أكثر نجاعة لضمان حقوق الدفاع و تيسير عمل لسان الدفاع و مساءلة كل من يخطأ مهنيا في حق شخص أدين باطلا أو أوقف بناء على معطيات غير كافية أو منطوية على التخمين و فاقدة للصدقية.
نتحدث عن أليات لكن النصوص التشريعية الجزائية و خاصة الإجرائية تظل رائدة في تونس و متطورة جدا لكن ظلت العقلية و الممارسة القضائية في خط معاكس مع ذلك لا بد من الإشارة إلى القانون عـ94ـدد لسنة 2002 المؤرخ في 29/10/2002 المتعلق بالتعويض
للموقفين و المحكوم عليهم الذين ثبت براءتهم الذي منح حق كل من أوقف أو سجن و ثبتت براءته لاحقا من حقه في غرم الضرر من الدولة وهو قانون يبين حرص المجموعة الوطنية على حماية حقوق المتهم الشرعية .
و فيما يتعلق بوضعيتك و كما يبدو أنك قد إستنفذت جميع طرق الطعن تقريبا فلم يعد لك غير تقديم مطلب إعادة نظر demande en révision طبقا لأحكام الفصل 277 م إ ج و سأجيبك لاحقا بإسهاب حول هذا الإجراء لضيق الوقت الآن مع الإعتذار.