حدث بمستشفى عمومي في العاصمة ممرّضة حقنت 3 مرضى خطأ توفيّ أحدهما ونجا اثنان بأعجوبة
جدت وقائع هذه الحادثة بأحد المستشفيات العمومية بالعاصمة حيث لقي مريض حتفه فيما نجا اثنان وذلك اثر حقنهم خطأ واتجهت أصابع الاتهام الى ممرضة تعمل بالمستشفى في الأربعين من عمرها وتمت إحالتها على المحكمة الابتدائية بتونس من أجل تهمة القتل غير العمد الناتج عن قصور واهمال وعدم تنبه والمشاركة في ذلك
وفقا لمقتضيات الفصل 32 و271 من المجلة الجزائية وسوف تنظر احدى الدوائر القضائية في هذه القضية خلال شهر افريل القادم.
وكان احد قضاة التحقيق استمع الى أقوال بعض الشهود من بينهم طبيب بالمستشفى فبين أنه بتاريخ 30 اكتوبر 2007 بعد منتصف النهار تم اعلامه بوقوع خطإ طبي بقسم امراض القلب والشرايين بالمستشفى وأعلمه رئيس القسم أن ممرضة حقنت 3 مرضى على وجه الخطإ بمادة الـAtrocurium عوضا عن مادة Heparine وتسبب ذلك الخطأ في دخولهم في حالة اغماء استوجب اخضاعهم للانعاش فنجا اثنان فيما هلك الثالث.
وقد أكدت الممرضة التي حقنت المرضى الثلاثة أنها متعودة على حقن بمادة الHeporine للمرضى المقيمين بذلك القسم وهي مادة تجدها عادة في عربة صرف العلاج التي تتولى المسؤولة على الدواء تعميرها بالأدوية الضرورية للمرضى المقيمين بذلك القسم وتبين أنها لم تتفطن للاختلاف في الدواء ولا تفهم أسباب تواجد قنينة الـAtrocurium فوق العربة بالرغم أنه دواء لا يستعمل ابدا في القسم الذي تعمل به،
وبسماع اقوال صيدلانية المستشفى ذكرت أنه بمقتضى وظيفتها في تلبية طلبات مختلف اقسام المستشفى من أدوية بواسطة مساعديها الذين يعدون الطلبات ويسلمونها الى الممرضين المسؤولين في كل قسم، وأن المساعدة المكلفة باعداد أدوية قسم جراحة القلب والشرايين التي لم تسلم أبدا دواء الـAtrocurium للمسؤولة عن صيدلية القسم المشار اليه غير أنها سلمتها دواء الـHeporine وذلك وفقا للوثائق الموجودة لديها، واضافت أن قنينة الـAtrocurium المستعملة في الحادثة وردت على صدلية المستشفى وانتهت بأكملها خلال شهر جويلية 2007 ونفت علمها سبب وجود قنينات الـAtrocurium فوق عربة صرف العلاج بقسم امراض القلب، كما أنها أكدت أن امكانية الخلط في صيدليتها مستحيلة. وللاشارة فإن مادة الـAtrocurium تستعمل خلال عملية التخدير حيث أنها تشل عضلات الجسد وذلك تسهيلا للعملية الجراحية التي يخضع خلالها المرضى للتنفس الاصطناعي أما مادة الـHeporine فهي عبارة عن دواء يقلل من نسبة تخثر الدم.
وبسماع الممرضة المسؤولة ذكرت أنها تقوم بتحرير قائمة اسبوعية في احتياجات القسم من الأدوية تقدمها بنفسها الى صيدلية المستشفى وتتسلم الادوية المطلوبة وتحفظها بصيدلية القسم ثم تسلم بصفة يومية الادوية اللازمة للممرضين المباشرين، وذكرت أنها لم تتعامل قط مع مادة الـAtrocurium لعدم احتياج القسم لها ولا تجد تفسيرا لوجود 3 قنينات من تلك المادة.
أما رئيس القسم فأكد في شهادته أنه لا يستعمل مادة الـAtrocurium في قسمه ولا يعرف سبب القنينات التي تحتوي على المادة المذكورة مع قنينات الـHeporine فوق عربة صرف العلاج.
وبعد انتهاء التحقيقات صدرت بطاقة ايداع بالسجن ضد الممرضة المتهمة في انتظار محاكمتها خلال الشهر القادم