لا للتشكيك في القضاء!!!
اختص برنامج عن حسن نية الذي يعرض عبر قناة حنبعل كل يوم سبت في تقديم قضايا ساخنة تتفق جميعها حول محاولة انصاف اصحاب الحق ممن تعرضوا الى مظالم من جيرانهم أو اقاربهم أو من مؤسسات لكن الامر المحير حقا هو النظر في قضايا مازالت تحت انظار القضاء.
إذ من غير المعقول التدخل في تفاصيل اي مسألة وهي مازالت قيد التحقيق أو التتبع في محاولة لاعادة النظر فيها أو للايهام بعدم عدالتها، فما فائدة القضاء إذن وماهي وظيفته اذا بتّ هذا البرنامج في أي قضية وارتأى ان ما اهتدى اليه محامو عن حسن نيّة هو الصواب بعينه؟
وبهذا المعنى يتعين على كل مظلوم أو صاحب حق مستقبلا أن يرفع قضيته ضد الجاني أو المعتدى عليه، أو المتعدي على حقوقه الى برنامج عن حسن نية بدل التوجه الى المحاكم.
ان مجرد التفكير في اعادة النظر في احكام قضائية أو استباقها هو تشكيك مرفوض في نزاهة القضاء واضمار بأن الحكم اما لم يكن عادلا وإما لن يكون عادلا.. والسلطة القضائية هي من المفاخر في بلادنا.. وتمارس عملها بكل حرية من اجل اقامة العدالة وتطبيق القانون..
طبعا البرنامج شدّ الناس لانه منهم واليهم ولكن لا يجب ان تأخذنا الحماسة وتحت ذريعة حرية التعبير الى الاساءة الى مؤسسة قضائية تحرص على آداء واجبها في دولة القانون والمؤسسات، بل ان التشكيك يطال حتى رجال القانون الذين كلّفوا من طرف منوبيهم للدفاع عن حقوقهم ولكنهم لم يفلحوا حسب بعض تدخلات فريق البرنامج!!!.