عميد المحامين لـ «الشروق»: مبادرتنا لمقاضاة الصهاينة استقطبت 350 منظمـــة وهيئــــة وجمعيـــة
لم تقتصر ردود فعل الهيئة الوطنية للمحامين بتونس على العدوان الصهيوني الغاشم الذي تعرض له شعبنا الفلسطيني على التنديد وتنظيم المسيرات واصدار البيانات، ليمتد الى حد تقديم شكوى الى محكمة العدل الدولية بلاهاي بمقرّها بلاهاي، وكان العميد البشير الصيد على رأس وفد الهيئة الوطنية صحبة عدد لا يستهان به من المنظمات والهيئات والجمعيات الدولية في «مبادرة» لقيت صدى دوليا واسعا. وقد التقينا بعميد المحامين الأستاذ البشير الصيد ليحدّثنا عما قام به الوفد التونسي في لاهاي.
* السيد العميد، لو تحوصل لنا جملة النشاط الذي قمتم به في لاهاي، تعبيرا من الهيئة الوطنية للمحامين بتونس عن مناصرتها لما تعرّض له شعبنا الفلسطيني بغزة من تقتيل وتدمير من طرف الآلة العسكرية الاسرائيلية؟
ـ العميد البشير الصيد : في الحقيقة لقد تنوع النشاط الذي قمنا به في بروكسيل وخاصة في لاهاي وتركّز بالأساس على صلب الدفاع، وتدعيم القضية الفلسطينية وخاصة بالنسبة الى أهلنا في غزة، وضد جرائم الإبادة الانسانية وجرائم الحرب والاعتداء وما اقترفه الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني من حصار وتجويع وتقتيل وتدمير... بما يكوّن جملة من الجرائم المخالفة للإنسانية.
وتمثل نشاطنا بالخصوص في أننا كوفد تونسي للهيئة الوطنية للمحامين شاركنا مع عدد هام من المنظمات والهيئات والجمعيات المناصرة كلّها لكلمة الحق واحترام القانون والعمل على أن لا يبقى أي مجرم بدون عقاب، وكانت المبادرة جمعت حوالي 350 منظمة وهيئة وجمعية، تبنّت كلها القيام بالاجراءات القانونية ورفعها للمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة المجرمين الصهاينة على ما اقترفوه ضد الشعب الفلسطيني وخاصة ضد أهلنا في غزة.
* ما هي الاجراءات التي توليتم القيام بها، لتقديم شكوى والمطالبة بملاحقة المسؤولين عما تعرّض اليه شعبنا الفلسطيني بغزة؟
ـ أولا وقع تنظيم ندوة صحفية بلاهاي، تم خلالها التعريف بالمبادرة وبيان الاوصاف القانونية للجرائم المرتكبة ودعوة جميع المنظمات في العالم للانخراط فيها باعتبارها مبادرة مفتوحة ويعتزم المبادرون ويعملون من أجل تجنيد أكثر عدد مكن من المنظمات وجمعيات المجتمع المدني للانخراط في المبادرة ودعمها.
وكان عدد المحامين الذين حضروا تسعة بين عرب وأجانب، منهم أربعة تونسيين وهم الأستاذ رشاد الفري عضو مجلس الهيئة الوطنية للمحامين والأستاذ محمد بكار كمحام تونسي والاستاذة نجاة هدريش وهي محامية تونسية بباريس وعميد المحامين بتونس.
ومن الندوة الصحفية انتقلنا الى مقر المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي، حيث استقبلنا نائب الوكيل العام للمحكمة وموظفتان ساميتان مكلّفتان بالتحقيق وذلك بكل احترام وتقدير بأحد المكاتب اللائقة بالمحكمة. مع الاشارة الى أنه لم يدخل الا المحامون التسعة في حين بقي ممثلو الهيئات والمنظمات خارجا بانتظارنا.
وأثناء الجلسة، تم تبادل الكلمات فتكلم المحامون أولا وتم التطرق بإطناب من طرف الزملاء الفرنسيين الى موضوع القضية والجانب القانوني لها، كما وجه بعض المحامين عدة أسئلة الى مسؤولي المحكمة.
* علمنا أنكم كنتم العميد الوحيد في أطوار الجلسة وتوجهتهم بكلمة الى نائب الوكيل العام للمحكمة الجنائية الدولية، فلو تذكّرنا بفحواها؟
ـ اجمالا كانت الكلمة كالآتي «سيدي المحترم عندما تكونت هذه المحكمة انتشر الامل في العالم، وخاصة لدى الشعوب المحتلة والمضطهدة من الاستعمار والقوى المهيمنة، أملا منها في أن تُوقف جرائم الارهاب والإبادة والحرب ضد الانسانية وتقضي على مسلسل الجرائم البشعة. واذ جئناكم اليوم، فمن أجل تحقيق مطلبنا هذا لأن الانسانية مهددة أكبر تهديد لما نلحظه كل يوم من إبادة على الشعب الفلسطيني والعراقي والافغاني وغيرها من الشعوب المضطهدة، نأمل منكم أن تنصروا قوة القانون لتهزم قوة القوة، إن الشعوب في العالم تنتظر منكم تحقيق الأمل... وفي نهاية الأمر فإن قواعد العدل والانصاف والانتصار للحق يجب ان تغلب الاجراءات وتنتصر للعدالة.
* تحدّثتم السيد العميد، عن «المبادرة» فماذا لو أفضتم في التعريف بها؟
ـ هذه المبادرة على غاية من الأهمية، اذ آن الأوان إن لم يفُت على ان يرفع العرب صوتهم من اجل سيادة القانون ويتوجهون الى المجتمع الدولي الفاعل والقانوني، واعتقد انهم سينتصرون، وحتى على فرض لو أن المحكمة ترفض القضية وغيرها من القضايا، فالمهم هو ان تقام حملة واسعة لكشف الصهاينة وجرائمهم ليدرك الرأي العام العالمي ان الاسرائيليين مجرمون على أن لي أملا كبيرا في انجاح هذه المبادرة لأن القضية مسنودة من بعض الدول.
* قبل توجهكم الى لاهاي، حضرتم حفل افتتاح محاضرات التمرين ببروكسيل، فكيف استثمرتم حضوركم في الافتتاح لمزيد حشد التأييد لمطالبكم المتعلقة بتداعيات الحرب على غزة؟
ـ بمقتضى دعوة من زملائنا ببروكسيل وقد استغللنا حضورنا بصفة فعّّالة، في كلمات الوفد التونسي وتعرضنا من خلال حقوق الانسان الى دعوة المؤتمر الى التعريف بالقضية الفلسطينية وتولّي الدفاع من المحامين الحاضرين عن ضحايا حرب الإبادة التي شنّها الصهاينة على قطاع غزة.
* اليوم سيقع افتتاح أشغال المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب بتونس وهي مناسبة دون شك لحضور عدد كبير من المحامين العرب!
ـ بالفعل سيتم اليوم افتتاح أشغال المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب الذي تحضره كافة وفود هيئات المحامين بالدول العربية مثلما يحضره أيضا عدد من الضيوف من المحامين من هيئات أوروبية وافريقية وبعض ممثلي الاتحاد الدولي للمحامين والاتحاد الافريقي للمحامين، ولا شكّ ان جملة من القضايا الهامة سيتناولها المكتب الدائم بالنظر وخاصة القضايا المهنية والوطنية والانسانية وفي مقدمتها طبعا الدفاع عن الشعب الفلسطيني وأهلنا في غزة، ومن المؤكد أنه سيركّز على الجانب السياسي والجانب القانوني، فيما يتعلق برفع دعاوى ضد مجرمي الحرب الصهاينة، وكيف يمكن دعمها وتوسيعها.