البردة
مـــولاي صــلــي وســلــم دائــمـــاً أبــــدا
عـلــى حـبـيـبــك خـيــر الـخـلــق كـلــهــم
أمـــن تــذكــر جــيـــرانٍ بــــذى ســلـــم
مـزجــت دمـعــا جَــرَى مــن مـقــلــةٍ بـــدم
َمْ هـبَّــت الـريــحُ مِـــنْ تـلــقــاءِ كـاظــمــةٍ
وأَومــض الـبــرق فــي الـظَّـلْـمــاءِ مــن إِضــم
فـمــا لـعـيـنـيــك إن قـلــت اكْـفُـفـاهـمــتــا
ومــا لـقـلـبــك إن قــلــت اسـتــفــق يــهــم
أيـحــســب الــصــب أن الــحــب مـنـكــتــم
مــا بـيــن مـنـسـجــم مــنــه ومـضــطــرم
لـولا الـهــوى لــم تــرق دمـعــاً عـلــى طـلــلٍ
ولا أرقــــت لــذكـــر الــبـــانِ والــعــلــمِ
فـكـيــف تـنـكــر حـبــاً بـعــد مــا شـهــدت
بـــه عـلــيــك عـــدول الــدمــع والـســقــمِ
وأثـبــت الـوجــد خـطَّــيْ عــبــرةٍ وضــنــى
مـثــل الـبـهــار عـلــى خــديــك والـعــنــم
نـعــم ســرى طـيــف مــن أهــوى فـأرقــنــي
والــحــب يـعــتــرض الــلـــذات بــالألـــمِ
يــا لائـمــي فــي الـهــوى الـعــذري مــعــذرة
مـنــي إلـيــك ولــو أنـصــفــت لـــم تــلــمِ
عــدتــك حــالــي لا ســـري بـمـســتــتــر
عـــن الــوشـــاة ولا دائــــي بـمـنــحــســم
مـحـضـتـنـي الـنـصـح لـكـن لـســت أسـمـعــهُ
إن الـمـحــب عـــن الــعــذال فـــي صــمــمِ
إنـى اتـهـمـت نـصـيـح الـشـيــب فــي عـذلــي
والـشـيـب أبـعـد فــي نـصــح عــن الـتـهـتــمِ
مـــولاي صــلــي وســلــم دائــمـــاً أبــــدا
عـلــى حـبـيـبــك خـيــر الـخـلــق كـلــهــم
فــإن أمــارتــي بـالــســوءِ مـــا أتـعــظــت
مــن جـهـلـهــا بـنـذيــر الـشـيــب والــهــرم
ولا أعــدت مــن الـفـعــل الـجـمــيــل قـــرى
ضـيــف ألــم بــرأســي غــيــر مـحـتــشــم
لـــو كــنــت أعــلــم أنـــي مـــا أوقــــره
كـتـمــت ســراً بــدا لــي مــنــه بـالـكــتــمِ