اختطاف 11 سائحاً و 8 مصريين في أسوان علي يد جماعة مجهولة طلبت فدية 15 مليون دولار
قام مجهولون - لم تتتحدد هويتهم بعد - باختطاف 11سائحاً أجنبياً من مدينة أسوان ظهر أمس - الاثنين - وأوضحت مصادر أمنية أن المختطفين بينهم إسرائيليان و5 إيطاليين و5 ألمان وسائح روماني و8 مصريين منهم مرشدان و4 سائقين وصاحب الشركة المنظمة للرحلة وأحد افراد الحراسة .
، حيث قام ما لا يقل عن 7 أفراد باعتراض الأتوبيس السياحي الذي كان يقل المختطفين أثناء تجوالهم في المزارات السياحية بأسوان حيث تم اعتراض طريق الأتوبيس في منطقة مهجورة أو خالية من المارة بالقرب من الحدود الجنوبية مع السودان وأشهروا في وجوههم الأسلحة النارية ثم أجبروا قائد الأتوبيس علي الاتجاه جنوباً تجاه الحدود السودانية
بالأتوبيس وكانت تقلهم إلي مدينة الخرطوم بالسودان وفق ما تؤكده مصادر أمنية التي أكدت أن الخاطفين طلبوا 15 مليون دولار مقابل إرجاع الرهائن سالمين فيما لم تفصح وفيما تؤكد المصادر الأمنية المصرية أن حادث الاختطاف وقع ظهر أمس ـ الاثنين ـ وتحديداً في الساعة 5.12 أكد الخارجية الألمانية بياناً قالت فيه إن مواطنيها الخمسة المختطفين قد اختفوا من يوم الجمعة الماضي وأضاف البيان أن الوزارة دعت فريق إدارة الأزمات التابع لها للمساعدة في البحث عنهم، إضافة إلي أن الخارجية الإيطالية الأخري أعلنت بنبأ الاختطاف قبل ساعات من إعلان الجانب المصري عنه وهو ما يؤكده لـ «الدستور» أحد أهالي أسوان الذي كان قريب الصلة من المختطفين أنهم اعتادوا الخروج في رحلات سفاري، وقال إن آخر مرة شاهدهم فيها كان يوم الخميس الماضي بحديقة «الجولف الكبير» الذي يبعد 60 كيلومتراً عن محافظة الوادي الجديد ثم اختفوا تماماً.
من ناحية أخري كشف مصدر مسئول بإحدي الشركات السياحية في أسوان أنهم أعربوا عن شكوكهم الخميس الماضي في بعض الأفارقة الذين حضروا إلي أسوان وسألوا عن رحلات السفاري التي تتحرك من أسوان وإلي أي مكان ومداخل ومخارج الطرق الصحراوية وهو ما أثار شكوكهم خاصة أن الأفارقة لا يقبلون علي رحلات السفاري الصحراوية.
وقال المصدر إن الأفارقة ينتمون إلي السودان وتشاد وأنهم أقاموا في أحد الفنادق الخميس الماضي وكانت تحركاتهم مريبة وأطلعنا الشرطة علي شكوكنا لكنها لم تتحرك.
وأضاف المصدر أن عملية الخطف تمت في محمية طبيعية تبعد 850 كيلو متراً من واحة الخارجة جنوب شرق العوينات ورجحت المصادر أن يكون قد تم نقل المخطوفين إلي المنطقة الحلية القريبة من الحدود الليبية مستبعدة فكرة نقلهم إلي السودان لصعوبة ذلك.
وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية عقب الإعلان عن وقوع الحادث أنه ليس لديه أي معلومات عن الجناة واستبعد وجود ما يقطع بانتمائهم لجماعة سياسية أو مسلحة كما نفي تعرض المخطوفين لأي إصابات أو أذي حتي الآن.
وقال زهير جرانة - وزير السياحة - إن المخطوفين 15 شخصًا منهم 5 سائحين ألمان و5 إيطاليين و2 من أفراد الأمن.
من ناحيته، أكد الخبير الأمني محمود قطري أن ما حدث مهزلة بكل المقاييس.. فأين أمن الدولة وأين الجهود الأمنية المبذولة التي تنفق عليها ملايين الجنيهات، وقال: العرف أنه تحسبًا لهذه الجرائم يتم وضع إجراءات في تلك الأماكن التي من المحتمل أن يتعرض لمثل هذه الاعتداءات أو حدوث هذه الوقائع.
لكن الأجهزة الأمنية لدينا تعيش حالة من الاسترخاء واللامبالاة، لاستقرار الأوضاع منذ فترة. وأشار قطري إلي أن المفترض هو اتخاذ تدابير أمنية سابقة ولاحقة والواضح أن هذه الإجراءات لا تطبق نهائيًا حيث تم هكذا اختطاف السائحين بكل سهولة ونقلهم إلي دولة أخري.
وتوقع قطري أن الجانب المصري لو كان قد سارع بالتفاوض مع الخاطفين لما تطورت الأمور إلي هذا الحد لكن الجهاز الأمني المصري لا يعرف شيئاً اسمه التفاوض فهو يقوم كعادته وعملاً بمبدأ توسيع دائرة الاشتباه باعتقال العشرات بل من السياسيين والجنائيين وتعذيبهم لكنه لا يمكن أن يتفاوض، وقال قطري إنه يذكر أن أحد وزراء الداخلية السابقين تم إبعاده عن منصبه بعد ثبوت وجود نية لديه في التفاوض مع الإرهابيين في ذلك الوقت.
وتوقع قطري أن منفذي هذا الاعتداء لا تخرج عن إحدي الجهات الأصولية خاصة القاعدة التي تسللت في اليمن هذه الأيام، ومن الواضح أن تسعي لممارسة ضغوط علي الحكومات العربية وخلخلة الأنظمة بها بعد فترة من الهدنة.