في إحدى عمليّات التحيّل الإلكتروني بين تونس وفرنسا تلميذ تونسي يقتحم موقعا فرنسيّا للتّجارة الالكترونية ويتحيـّل على 19 شخصا

كان يستعين بطلبة في فرنسا لجمع الغنائم وإرسال نصفها إليه بواسطة البريد

المظنون فيه كان ينوي اقـتحام بنوك أمريكية... وتحقيق تونسي وآخر أمريكي محتملان في القضيّة

الاسبوعي- القسم القضائي: فتحت الشرطة الاقتصادية الفرنسية بالتنسيق مع البوليس الدولي (أنتاربول) خلال الاسبوع المنقضي تحقيقا في قضية مالية كبيرة الحجم وقد تأخذ منحى دوليا تورط فيها خمسة أشخاص تبين أن أحدهم وهو الرأس المدبر تلميذ تونسي احتفل منذ أيام قليلة بعيد ميلاده الثامن عشر ويقطن مع والديه بتونس.

وذكرت وسائل الاعلام الفرنسية التي أطنبت في الحديث عن القضية ومتابعة حيثياتها أن العصابة متهمة بالتحيل -مبدئيا- على 19 شخصا ممّن يتعاملون الكترونيا في عمليات البيع والشراء التي تتعلق بمختلف التجهيزات الالكترونية والكهرومنزلية والتزوير على موقع «باي بال»(paypal ) الفرنسي التابع لموقع (EBAY) باستعمال تقنية الـphishing (اي التصيّد عبر الواب).

العقل المدبر تلميذ تونسي

وكشفت ذات المصادر أن التلميذ التونسي الذي يمتلك على ما يبدو خبرة خارقة للعادة في عالم الانترنات والتكنولوجيا كان يحصل في البداية على البريد الالكتروني لاشخاص يبتاعون مشترياتهم الكترونيا أي بواسطة الانترنات ثم يرسل اليهم رسائل الكترونية تحتوي على رابط URL على موقع «باي بال» يوهمهم فيها بأنه وكيل شركة تتعامل الكترونيا في البيع والشراء بعد أن يكون أرسل اليهم عنوان موقع خيالي من تصميمه لهذه الشركة .

الاستحواذ على الرقم السري للمتضرر

حينها يتمكن المشبوه فيه التونسي من الحصول على الرقم السري للمتضرر وحسابه الجاري وهويته البنكية كاملة وفي المرحلة الاخيرة يستحوذ على مبلغ مالي معين يبدو حسب الابحاث الاولية -أنه لا يتجاوز الالف يورو للشخص الواحد من حسابات «باي بال» المتكفل بعمليات شراء على الانترنات للتجهيزات الالكترونية وينقله على عدة مواقع نوع «C-discount» أو«pixmania» ثم يتولى شركاؤه بفرنسا قبول المشتريات التي ابتاعها الكترونيا على غرار الهواتف المحمولة والكاميرا الرقمية ومشغلات الموسيقى (3MP) ويحتفظون بنصفها لفائدتهم ويرسلون النصف الاخر عن طريق البريد الى الشاب المقيم بتونس.. ويرجح حاليا أن الخسائر التي طالت المتضررين تقدر بنحو 19 ألف يورو أي حوالي 36 الف دينار تونسي.

عدة إيقافات

وذكرت الصحف الفرنسية أن أعوان مكتب بريد بمدينة مونبيلي استرابوا مؤخرا من طالب في الثالثة والعشرين من عمره فاشعروا أعوان الأمن بالمنطقة الذين عثروا بحوزته عـلى تجهيزات الكـترونيـة وحوالات بريدية مرسلة الى تونس. وبالتحري معه اعترف بانتمائه لعصابة تحيل وحدد هويات بقية المظنون فيهم فتم إيقاف ثلاثة مشتبه بهم آخرين أحدهم بتولوز والثاني بران والثالث بفالونسيان فيما صدرت بطاقة تفتيش دولية في شأن تلميذ يقطن بتونس أعتبر بمثابة العقل المدبر للشبكة وقد يكون أوقف خلال الاسبوع الفارط للتحري معه.

وقالت وسائل الاعلام الفرنسية نقلاعن رئيس فرقة الشرطة الاقتصادية بمونبيلي أن الموقوفين ليسوا مجرمين ولكنهم شبان غير واعين بخطورة ما أقدموا عليه .

ومن المنتظر أن تتواصل التحريات مع إدارة «باي بال» الفرنسية لتحديد هويات متضررين جدد محتملين ومع المظنون فيه الرئيسي الذي كان ينوي على ما يبدو الدخول الى مواقع بعض البنوك الامريكية كما يرجح أن تهتم السلط الأمنية الامريكية والتونسية -حسب ما ورد بالصحف الفرنسية -بالقضية.