حجز 1084 بطاقة سحب مزيّفة وآلاف الأرقام السرية ومبالغ متفاوتة من العملة الصعبة والمحلية مصالح الأمن تطيح بعصابة دولية مختصة في سحب الأموال من الموزعات الآلية ببطاقات «مضروبة»
القبض على أحدهم وبحوزته 78 ألف دينار و380 بطاقة مضروبة وعلى مواطنة مغاربية قادمة من الخارج وفي حوزتها 179 بطاقة ملفوفة في ورق الهدايا!
العصابة كانت تكلّف 40 من الشباب التونسي من ضمنهم 25 فتاة بسحب الأموال
تونس - الاسبوعي: تمكنت مصالح الأمن الوطني بكل من شرطة مطار تونس قرطاج الدولي بالتعاون مع الشرطة الاقتصادية خلال الاسبوع المنقضي من إيقاف عصابة دولية خطيرة أفرادها من جنسيات مختلفة قدمت من بلد أوروبي قصد سلب الاموال من شبابيك الموزعات الآلية للنقود )DAB(
المتواجدة بكامل أرجاء الجمهورية وذلك بالاعتماد على بطاقات مغناطيسية لسحب الأموال مزيفة!
إيقاف 40 تونسيا
والمؤلم حقا أن أفراد هؤلاء العصابة توصلوا إلى «تجنيد» مجموعة الشبان التونسيين والتونسيات جلهم في مقتبل العمر يلهثون وراء الكسب السهل للأموال.
وقد توصلت وحدات الأمن إلى إيقاف ما لا يقل عن أربعين من الشباب من ضمنهم 25 فتاة.
وتقوم العصابة بتزويد كل «عميل» لها بمجموعة من البطاقات المغناطيسية
)carte de retrait) ومع كل بطاقة عشرة أرقام سرية، ثم ما على العميل إلا أن يتجول بين شوارع العاصمة ويبحث عن مواقع شبابيك التوزيع الآلي للأموال لادخال هذه البطاقات المغناطيسية فيها ويسحب ما شاء من الدينارات التونسية بعد أن يزود الجهاز الآلي بأحد الأرقام السرية العشرة التي لديه والتي غالبا ما تقبلها الآلة لكن بعد سحب الأموال لا يمكن للآلة أن تسجل اسم ورقم الساحب بل تكتفي بتسجيل كلمة «مجهول» )inconnu) وبالطبع يتحصل «العملاء» على نسبة معينة من الأموال التي سحبوها بطريقة غير شرعية من الشبابيك الآلية للبنوك.
هيكلية المجموعة
واعتمادا على ما سبق ذكره يتبين لنا أن المجموعة منظمة بشكل محكم إذ تتكون من أفراد أجانب يحملون في غالب الاحيان الجنسية الرومانية لكنهم وقصد التمويه يحلون إلى بلدنا من بلد أوروبي آخر ضمن رحلة سياحية عادية وفي جرابهم مئات من البطاقات المغناطيسية المزيفة... وبعد ذلك يتصلون بالعملاء التونسيين لمساعدتهم على نهب أموال المجموعة الوطنية من الموزعات الآلية للنقود.
وفي مرحلة أخرى يتم تحويل الدنانير التونسية إلى عملة أجنبية في السوق السوداء غالبا ما تكون من فئة «الأورو» قصد تحويلها إلى الخارج، لكن عين الأمن التونسي كانت ساهرة على حماية البلد من شر أعمالهم وأوقفتهم جميعا فردا فردا بمن فيهم قائد العصابة ونائبه في تونس بعد أن نصبت لهم كمينا.
المصيدة..!
ومن الطبيعي أن تكون الخطة التي وضعتها مصالح الأمن التونسي متسمة بالحذر والتروّي حتى لا يتفطن المجرمون أنهم مراقبون وأن «أعينا خفية» تتابعهم حيثما كانوا سواء في بهو المطار أو خارجه وهكذا سقط أفراد العصابة واحدا تلو الآخر في الفخ كأوراق الخريف ليعترفوا فيما بعد بما أقدمت عليه أيديهم من جرائم وهذا هو شريط الاحداث:
الاثنين 10 مارس 2008
تم في هذا اليوم القبض على مواطن انقليزي يحمل حقيبة ظهر )sac à dos) فيها 78 ألف دينار تونسي و380 بطاقة الكترونية لسحب الاموال والمضحك في تصرفات هذا المجرم أنه لدى البحث معه في ماهية هذه البطاقات أصر على أنها «أوراق لعب» )cartes de jeux) على غرار «الرامي» و«الشكبة» و«البيلوط»..!
الثلاثاء 11 مارس 2008
تمكنت مصالح الأمن التونسية من إلقاء القبض على مواطنة تحمل جنسية مغاربية وجواز سفر فرنسي وفي حوزتها 179 بطاقة مزيفة لسحب الأموال ملفوفة كلها في ورق الهدايا (Papier cadeau) وعند البحث معها أصرت على أن مواطنة تونسية ألحت عليها قبل قدومها إلى تونس على حمل هذه الهدية إلى شقيقها التونسي الذي سوف ينتظرها في المطار..! وقصد «ايصال السارق حتى باب الدار» طلب منها أعوان الشرطة التونسية بالخروج إلى بهو المطار والبحث عن هذا «التونسي» المزعوم الذي كانت «الهدية» موجهة إليه وفعلا كان لها ذلك وتجولت (تحت رقابتهم طبعا) في كامل بهو المطار لمدة طويلة لكن ولا أحد جاء يبحث عن هديته..!
لذا تم إيقافها على الفور قصد إتمام البحث معها من طرف أعوان الشرطة الاقتصادية.
الاربعاء 12 مارس 2008
يعتبر يوم الاربعاء 12 مارس يوما أسود في تاريخ العصابة إذ تم في نفس اليوم إلقاء القبض على مساعد رئيس العصابة وفيما بعد على رئيس العصابة نفسه والذي تم إلقاء القبض عليه بأحد النزل بتونس العاصمة..! أما مساعد رئيس العصابة فقد تم إلقاء القبض عليه في بهو مطار تونس قرطاج الدولي، وهو روماني الجنسية ويبلغ من العمر 22 سنة وكان قادما من انقلترا وفي حوزته 269 بطاقة لسحب الاموال.
وبعد تشديد الخناق عليه وافحامه بالادلة القاطعة خاصة بعد اعتراف «زميل» له سقط هو نفسه في نفس اليوم في الفخ وفي حوزته 49 بطاقة والذي دل على أنه هو رئيس العصابة لكن هذا الاخير أصر على كونه مجرد «رقم 2» وأن «الكابو» الحقيقي موجود بالعاصمة في أحد النزل وعلى الفور تحولت فرقة من الشرطة الاقتصادية إلى النزل لإيقافه لكن حصلت المفاجأة.. لقد هرب رئيس العصابة على متن سيارة تم اكتراؤها من احدى وكالات كراء السيارات كان يقودها أحد شركائه من التونسيين..! فقامت وحدات الأمن على الفور بنشر منشور تفتيش عن السيارة وعن الشخصين المتواجدين فيها وماهي إلا سويعات حتى كان مع صديقه في قبضة الامن ويتعلق الامر بمواطن روماني مقيم في إيطاليا وكان في حوزته عند إيقافه مبلغ 1800 «أورو» ويبدو أنه تخلص من بطاقات سحب الاموال التي كانت معه عندما تفطن إلى أن مصالح الامن التونسية قد حاصرته..!
الخميس 13 مارس
أما يوم الخميس 13 مارس فقد شهد إيقاف مواطن روماني آخر كان قادما من مطار المنستير وعلى أهبة التحول إلى الخارج عبر مطار تونس قرطاج الدولي، وعند إيقافه تم حجز مبلغ 2580 «أورو» لديه كان على أهبة تهريبها إلى الخارج... ويحق القول على هذا المجرم... أنه أعتقد أن خروجه من الحمام ساهل!
ما بين 15 و16 مارس
القبض على 3 رومانيين قادمين من لندن وبحوزتهم 103 بطاقات وروماني آخر قادم من روما وبحوزته 104 بطاقات.
وهكـذا تتمكن مصالح الأمن التونسية بمختلف أصنافها سواء تعلقـت بشرطة الحدود أو بالشرطة العدلية أو بالشرطة الاقتصادية وغيرها من القبض في اسبوع واحد على عصابة خطيرة وفي حوزتها ما لا يقل عن 1084 بطاقة مزيفة لسحب الاموال من آلات التوزيع الاوتوماتيكي للنقود ومئات من الارقام السرية وآلاف الدنانير من العملة التونسية والعملة الصعبة.
عصابة سيريلانكيين
وللتذكير فإن مصالح الامن التونسي كانت منذ بضعة اشهر خلت قد ألقت القبض على عصابة أخرى خطيرة تتكون من مجموعة من السيريلانييكن اكتروا شقة بالنصر2 عاثوا في الموزعات الآلية لبنوكنا فسادا