ظاهرة التبشير تبلغ مداها بالجزائر
إعترف عدد من المتنصرين الجزائريين، الذين ارتدوا عن الإسلام واعتنقوا المسيحية، أنهم فتحوا بيوتهم، مقرات سرية لكنائس بروتستانتية يلتقي فيها المرتدون الجدد. وكشف بعضهم، أن الغاية الأولى من ارتدادهم عن الإسلام إنما كان بغرض الانتماء إلى مجموعة دولية توفر التأشيرات الأجنبية والمال وفرص العمل..
كشف تحقيق بثته القناة الإذاعية الثالثة، ظهر أمس، أن التبشير امتد إلى الجزائر بفعل اشتداد نشاط الكنيسة الإنجيلية عبر العالم، حيث اعترف الأب جان المسؤول عن كنيسة تيزي وزو الكاثوليكية الرسمية، أن "الأمر يدعو للتساؤل حول ما إذا لم تكن هناك استراتيجية من وراء هذا التبشير وماذا يجري وراء هذه الظاهرة الجديدة"، مضيفا أن كنيسة تيزي وزو لا علاقة لها بهذه المجموعات الإنجيلية، لكنه أكد بالمناسبة أن الوقائع تثبت أن "الظاهرة انتشرت بحدة في أمريكا اللاتينية حيث يعتقد الشباب أنه ليس لهم مكان ولا يهتم بهم أحد".
من جهة أخرى أفضى التحقيق إلى أن التبشير في المراحل الأولى كان يتم عن طريق أجانب قدموا من دول مسيحية مثل أوربا وآسيا، بل أن الكنيسة الإنجيلية في كارولاينا الجنوبية تكوّن دعاة يتوجهون خصيصا لدعوة المسلمين إلى أفكارهم، وكثير منهم جاء للجزائر بغرض هذه المهمة، لكن في المرحلة الحالية يتكفل جزائريون بالتبشير وسط الجزائريين، وقد اعترف متمسحون بأنهم يفتحون بيوتهم كنائس من أجل استقطاب مزيد من الشباب بحجة "أننا جزائريون في بعضنا ولا نريد أن نتبع الكنيسة الرسمية التي تخضعنا لأجانب". وقد عرض التحقيق بعض الحالات مثل قادر وجمال وحسين الذين فتحوا كنائس في سرية تامة بكل من تيزي وزو وقسنطينة.
وفي شهاداتهم ايضا اعترف بعضهم ان الغرض من اعتناق المسيحية بالنسبة لكثيرين هو البحث عن مجموعة دولية توفر مزايا مادية مثل تأشيرات السفر والأموال وفرص العمل في الخارج، حتى وإن كان يتحدث معظمهم عن اكتشاف الحب في طريق المسيح.
ولنشر المسيحية وتعليم الداخلين الجدد فيها، يعقد المرتدون عن الإسلام ندوات ولقاءات وملتقيات يشرف عليها مسيحيون أجانب، حيث جاء في الشهادات أن هؤلاء المبشرين يؤكدون للمسيحيين الجزائريين أنهم إلى جانبهم وأنهم في خدمتهم وأنهم في الاستماع إلى مشاكلهم من أجل استقطابهم والمحافظة على القطيعة مع محيطهم الاجتماعي الأصلي باعتبار أن كل شيء يتم في السرية.
وفي ردود رسمية عن انتشار الظاهرة أكثر فأكثر، قال وزير الشؤون الدينية، أبو عبد الله غلام الله، إن الأمر في أوله كان من طرف أجانب استقروا في الجزائر واستغلوا الحرية الممنوحة من قبل الدستور، لأن الأجنبي الذي يطلب من الجزائري تغيير دينه لا يكون أبدا بنية خير "نرى الآن ماذا يحصل في إفريقيا من النزاعات الطائفية والاجتماعية جاءت بعد أن حولوا الأفراد عن دينهم"، مؤكدا ان جميع من فتح كنيسة في السرية إنما هو "خارج عن القانون"، فالجزائر بلد مسلم "وإذا كان بناء جامع لا يتم دون ترخيص من الوزير شخصيا فكيف لمن يفتح كنيسة دون علم السلطات".
ووضع الشيخ بوعمران، رئيس المجلس الاسلامي الأعلى، الظاهرة في مسارها التاريخي حين كان الآباء البيض ينشطون في الخدمات الاجتماعية "الامر يعيد نفسه الآن"، مؤكدا ان تمسح الجزائريين لا يتم أبدا عن قناعة، إنما وراءه مصلحة معلنة، مضيفا أنه "من حقنا أن نراقب هؤلاء من مبدإ المعاملة بالمثل، نحن بلد سيد وهم يعتدون علينا في بلدنا ونحن في حالة الحصار لا يحق لهم التصرف بحرية، فهم كلما تحرك مسلم عندهم يضعونه تحت المراقبة".
أما الأب هيوك جنونسن ممثل الكنيسة البروتيستانتية في الجزائر فقال: إن هناك تصاعد لظاهرة الكنيسة وليس جلب الأناجيل هو سبب انتشارها مثلما يشاع.