هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عَاقِبَةُ الظُّلْمِ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير أ/ طه العبيدي
Admin
المدير أ/ طه العبيدي


عدد الرسائل : 5241
الإسم و اللقب : رجال القانون
نقاط : 5743
تاريخ التسجيل : 19/01/2008

عَاقِبَةُ الظُّلْمِ Empty
مُساهمةموضوع: عَاقِبَةُ الظُّلْمِ   عَاقِبَةُ الظُّلْمِ Emptyالإثنين يوليو 05, 2010 4:24 pm

عَاقِبَةُ الظُّلْمِ




عَاقِبَةُ الظُّلْمِ





بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول
الله وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:
قال المؤلف رحمه الله تعالى: وعن عبد الله ابن عمر رضي الله
عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CH2






الظلم ظلمات يوم القيامة






عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CH1
متفق عليه.



الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله ، وعلى آله وصحبه ومن
اهتدى بهداه.
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CH2






الظلم ظلمات يوم القيامة






عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CH1
أصل معنى الظلم: وضع الشيء في غير موضعه ، وهو في الشرع اسم لكل ما خالف
شرع الله ، وهو ثلاثة أنواع ، الظلم الذي هذه حاله ثلاث ، ظلم في حق الله ،
ولا تقل: إنه ظلم لله ، فلا يقال: إن العبد يظلم ربه بمعصيته أو بالشرك به
، لكنه يظلم نفسه في حق الله
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB2




وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ




عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB1
الظلم في حق الله ، وهو الشرك ، وهو أظلم الظلم ، كما قال تعالى:
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB2




إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ




عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB1
ولما نزل قوله تعالى:
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB2




الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ
لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ




عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB1
شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أينا لم يظلم نفسه
، الإنسان معرض لظلم نفسه ، يعني بالمعصية ، بالمعاصي بالذنوب ، فبين لهم
الرسول عليه الصلاة والسلام أنه ليس الظلم المانع المنافي للأمن والهدى أي
ظلم ، إنما المنافي كل المنافاة للأمن والهدى هو الشرك ، فالشرك هو الذي لا
أمن معه ولا هدى ، نعم كل ظلم يفوت قدرا من الأمن والهدى ، فمن نجا من
الظلم كله فاز بالأمن والهدى ، ومن نجا من الشرك الأكبر ، فله أمن ، فله
مطلق أمن ومطلق هدى؛ لأن التوحيد يحصل به الدخول في الإسلام ، ويحصل به
النجاة من الخلود في النار. والنوع الثاني ظلم العبد نفسه بالذنوب التي
بينه وبين ربه ، من ترك واجب أو فعل محرم كما قال تعالى:
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB2




ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا
فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ
بِالْخَيْرَاتِ




عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB1
فالظالم لنفسه هو الذي يترك بعض الواجبات ويفعل بعض المحرمات ، وفرض للعباد
في دمائهم وأموالهم وأعراضهم ، كما قال عليه الصلاة والسلام في خطبته يوم
النحر:
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CH2






إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا من
بلدكم هذا






عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CH1
وفي الحقيقة إن كلًّا من أنواع الظلم هو ظلم من العبد لنفسه ، الشرك هو
أعظم ظلم للنفس ، وظلم العباد في أموالهم هو دافع ، لكن هذا التصنيف تتبين
به الأحكام ، فللشرك حكم يخصه ، وللسعي للمعاصي حكم يخصه ، وظلم العباد له
حكم؛ ولهذا ظهر هذا الفرق في باب التوبة ، احتاج إليه في باب التوبة ، فأما
الشرك فلا يغفر إلا بالتوبة
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB2




إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ
ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ




عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB1
هذه الآية هي في غير التائبين ، فيمن لم يتب ، أما التائبون فذكر حكمهم في
قوله:
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB2




إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا




عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB1

عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB2




قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا
تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعًا




عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB1
وهكذا أيضا في شروط التوبة ، التوبة من السعي للذنوب يعتبر فيها الإقلاع
والندم والعزم على ألا يعود، وفي مظالم العباد يشترط شرط رابع وهو رد
المظالم ، وأداء الحقوق ، لا بد أن تحقق التوبة من ظلم العباد في أنفسهم أو
دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم إلا برد الحقوق والاستعلال ، كما صح في
الحديث
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CH2






من كان عليه لأخيه مظلمة فليتحلله اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم






عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CH1
.فانظر معي... على مراتب ، يدخل في ذلك الكلام في كبائر الذنوب ،
فهي أيضا متفاوتة ، والله تعالى قد حرم الظلم على عباده ، بل حرمه على نفسه
سبحانه وتعالى ، كما في الحديث القدسي:
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CH2






يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا






عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CH1
فقوله:
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CH2






فلا تظالموا






عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CH1
يظهر أنه أخص بالظلم الذي يكون بين العباد ظلم العباد بعضهم لبعض ، فلا
تظالموا ، وقد قال سبحانه وتعالى فيما هو كالشرك ، وهو افتراء الكذب على
الله:
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB2




وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ
بِآيَاتِهِ




عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB1
هذا أيضا بدرجة الشرك ، افتراء الكذب على الله ، والتكذيب بآيات الله ، هذا
من أعظم الظلم
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB2




وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ




عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB1

عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB2




فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ
جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ




عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB1
وقال تعالى:
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB2




وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ




عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB1
هم الظالمون على الحقيقة ، الظالمون الظلم الأكبر ، قال تعالى:
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB2




مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ




عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB1
.وفي هذا الحديث أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى سوء عاقبة الظلم
، وذلك في قوله:
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CH2






ظلمات يوم القيامة






عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CH1
الظلم ظلمات يوم القيامة ، يعني أهل الظلم يكونون في ظلمات ، بينما
المؤمنون الموحدون أهل العدل والاستقامة في أنواعهم ، والمؤمنون والمؤمنات
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB2




يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ




عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB1
فأهل التوحيد وأهل العدل ضد أهل الظلم وعاقبتهم كذلك ، وقال في المنافقين
والمنافقات بعد الآية السابقة:
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB2




يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا
انْظُرُونَا




عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB1
يعني انتظرونا
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB2




انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ
فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ
فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ




عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB1
فالكافرون هم في ظلمات كفر في الدنيا ، وفي ظلمات ظلمهم في الآخرة ، فالظلم
ظلمات يوم القيامة ، ففي هذا تحذير بالغ من الظلم ، وجزاء الله للعباد
قائم على العدل ، فهو سبحانه وتعالى أعدل العادلين لا يظلم مثقال ذرة ، فهو
يجزي العاملين في الآخرة بعدله ، يجزي المؤمنين بفضله ، ويجزي أهل المعاصي
وأهل الظلم بعدله ، لا يظلم مثقال ذرة ،
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB2




وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا




عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB1
فهذا الحديث من جوامع الكلم ، يتضمن التحذير من الظلم كله بأنواعه من جميع
الذنوب ، من ظلم العباد ، ومشهور عند الناس ، ويأتي تخصيصه أحيانا كما في
الحديث الذي ذكرته ، جعلته بينكم، الناس في عرف يخصون الظلم بظلم بعضهم
لبعض ، يقول: هذا ظلم فلان ظلم فلانا ، وهذا حقه ظلم اعتدى على الناس في
دماءهم وأموالهم وأعراضهم ، وهو أحد أنواع الظلم، ومن خصوصية هذا الظلم أنه
كذلك لا يغفر ، لا بد من استيفاء الحقوق لا بد من استيفاء ، الاستيفاء
يكون من الحسنات ، من حسنات العبد كما في حديث المفلس:
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CH2






أتدرون من المفلس؟ قلنا: بلى يا رسول الله ، هو من لا درهم له ولا دينار.
قال: المفلس هو من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقة ، فيأتي وقد ضرب هذا
، وقد شتم هذا ، وأخذ مال هذا ، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته ، فإن
فنيت حسناته ، أخذ من سيئاته - يعني المظلوم ، من سيئات المظلوم - ثم طرحت
على الظالم ، ثم طرح في النار






عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CH1
.والآيات في كتاب الله في وعيد الظالمين ، وذم الظالمين ، ولعن
الظالمين ،
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB2




أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ




عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB1
كثيرة ، ولكن أكثرها في الظلم في حق الله ، الشرك والكفر؛ لأنه أمر ملزوم
... هم الظالمون الظلم المطلق ، وكما قال تعالى:
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB2




الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ




عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB1
وجاء أيضا ظلم العباد في ذكرهم في مثل قوله تعالى:
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB2




وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ
فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ
وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ
سَبِيلٍ
إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ
فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ




عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB1
ومن أعظم ظلم الناس صدهم عن سبيل الله ، إذا كان يعني من ظلم الناس التعدي
على حقوقهم وعلى خصوصياتهم ، في أنفسهم وفي أموالهم ، وفي أعراضهم فكذلك
صدهم عن سبيل الله هو أعظم ظلم ، وهذا ما يفعله الكفار ، الكفار من أعمالهم
الصد عن سبيل الله ، فيعاقبهم الله بمزيد العذاب كما قال تعالى:
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB2




الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ




عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB1
وصدوا عن سبيل الله ، يعني صدوا غيرهم صدوا في أنفسهم ، أعرضوا وصدوا غيرهم
، يعني صرفوهم وصدفوهم ،
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB2




الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا
فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ




عَاقِبَةُ الظُّلْمِ MEDIA%5CB1
نعم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.tahalabidi-avocat.fr.gd
 
عَاقِبَةُ الظُّلْمِ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: 8- خدمات لرجال القانون :: أخلاقيات Déontologies-
انتقل الى: