برنامج الحق معاك : صادق المكسي لم يكن الحق معاه
بإستغراب شديد تابعت برنامج "الحق معاك" الذي تبثه قناة تونس 7 وهو برنامج يتضمن مداخلات ثلاثة محامين و منشط يبسطون نزاع قانوني و يسعون إلى إيجاد حل ودي لفض الخلاف بين الفرقاء ففكرة البرنامج تهدف إلى إمضاء الصلح و إتخاذ طريق التسوية عوضا من إنتظار الحسم القضائي و بالتالي فهو لا يسعى إلى نفي التقاضي و إنما يهدف إلى تحقيق سرعة فصل النزاع بصفة ودية عملا بالمقولة "الصلح سيد الأحكام".
و كنت أعتقد أن المشرفين على هذا البرنامج لهم من الحرفية و المصداقية و الحيادية بما يمكنهم من بسط الخلاف بكل جوانبه ثم السعي إلى إيجاد حل ودي ينهي الخصومة لكن عند متابعتي للبرنامج الذي بث في الأسبوع الفارط في خصوص الجار الذي تذمر من تواجد فضاء أفراح متاخمة لمسكنه و ما يحدثه له من ضجيج و رطوبة حيرت راحته جعلتني أقف على الأسلوب الإنحيازي و الإنتقائي الذي إتسمت به معالجة الموضوع ربما ذلك راجع إلى ردة الفعل غير منتظرة من قبل صاحب الفضاء للأفراح عندما ألقى بقضيب حديدي على المصور و كما قيل لنا و أن هذا الفعل هو موضوع شكوى تقدمت بها إدارة البرنامج ضده و لكن هذا لا يبرر ذاك على الإطلاق،
و بإعتبار أني أنيب صاحب الفضاء الترفيهي فإني أعلم عدة جوانب تم التغاضي عنها ربما للحبكة التشويقية التي يراد أن يتم بها تسويق البرنامج بالإشهار أو ربما لإعتبارات أخرى قد أجهلها أو أتجاهلها.
* لقد عمد صادق المكسي إلى بناء مسكن متاخم للفضاء الترفيهي دون إحترام مسافات التراجع كما عمد إلى تهيئة زريبة لتربية الماشية و هو ما أدى إلى ترك الرطوبة التي وقع تصويرها بالبرنامج، و هذا ثابت بتقرير الخبير المنتدب من قبل رئيس المحكمة الإبتدائية بالمنستير.
*تهيئة فضاء ترفيهي كان بموافقة جميع الأجوار حسب عريضة أمضيت من قبلهم.
* في كل حفل يلتئم بالفضاء إلا و يعمد المشتكي إلى إحراق عجالات مطاطية و إلقائها على المدعوين مع كلام ناب و إحراق تجهيزات الفضاء و قد صدرت أحكام جزائية ضد الشاكي و إبنه سالبة للحرية كما تمت إحالة صادق المكسي على قلم التحقيق من إرتكابه لجريمة إضرام النار بمحل مسكون طبق أحكام الفصل 307 من م ج.
* تم رفع قضية مدنية من قبل صادق المكسي في رفع المضرة على معنى أحكام الفصلين 99 و 100 من م إ ع لدى المحكمة الإبتدائية بالمنستير و مع ذلك لم تقع أية إشارة إلى هذه القضية و إلى مآلها و في ذلك رغبة من المتدخلين في محاولة التأثير على سير القضية ناهيك و أن مثل هذه البرامج قد تستقطب رجال القانون بما فيهم القضاة.
*أكد المتدخلون أنه سيقع الإتصال بصاحب الفضاء الترفيهي ثم تراجعوا عن ذلك دون بيان سبب التراجع.
كل هذه الهنات يمكن أن تجعل من هذا البرنامج مطية لتجاوز الحياد و التأثير على الرأي العام و تضليل الحقائق.
و يتعين على أصحاب البرنامج أن يعدلوا أوتارهم و لا أن يستهويهم الربح المادي السهل على حساب الحق الذي لا بد أن يعلو و لا يعلى عليه.