إيطاليا:«القتل الرحيم» يثير جدلاً بعدما أصدرت الحكومة مرسوماً بمنعه
أصدرت الحكومة الإيطالية مرسوماً عاجلاً لمنع قطع وصلات التغذية عن امرأة ظلت في غيبوبة مدة 17 سنة. وكان والد الوانا انجلارو حصل، العام الماضي، على حكم قضائي يسمح للمستشفى بالسماح لها بالموت، لكن حكومة يمين الوسط في إيطاليا رفضت الحكم.
وأفاد موقع «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) الإلكتروني، بأن المرسوم الجديد الذي أقر على رغم اعتراضات الرئيس الإيطالي، ينصّ على أنه لا يمكن حرمان مريض من الطعام والماء.
وأثارت القضية جدلاً محتدماً في إيطاليا، حيث ظلت انجلارو (38 سنة) في حال موت سريري، منذ تعرضها لحادث سيارة عام 1992، وبدأ والدها يسعى للحصول على حكم قضائي يسمح لها بالموت منذ عام 1999 مصراً على أن هذه كانت رغبتها.
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، قضت أعلى محكمة في إيطاليا بأن انجلارو عبرت عن تفضيلها الموت على أن تبقى حية بواسطة الأجهزة، وأن في إمكان الأطباء التوقف عن إطعامها.
وحولت انجلارو الثلثاء الماضي إلى عيادة خاصة لطب الشيخوخة في مدينة أودين شمال إيطاليا، حيث وافق الأطباء على قطع وصلات الغذاء الخاصة بها، لكن المرسوم الحكومي منع هذه الخطوة.
وتعليقاً على صدور المرسوم قال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني إن «التدخل الحكومي العاجل كان مطلوباً، لأنهم بدأوا هذا الصباح في إيقاف الطعام والماء عن إنسان». ويقول دونكان كنيدي مراسل «بي بي سي» في إيطاليا إن هذه القضية تضع برلسكوني في صراع مباشر مع المحاكم الإيطالية ومع الرئيس جورجيو نابوليتانو. وقال برلسكوني في وقت سابق إنه إذا كان الرئيس رافضاً توقيع المرسوم، فإن جلسة عاجلة للبرلمان ستجيزه بقانون. وتشير استطلاعات الرأي في إيطاليا إلى انقسام حول هذه القضية، كما الحال بين كبار المسؤولين الإيطاليين. لكن الحكومة تبدو الآن وكأنها قررت تبني موقف الكنيسة الكاثوليكية، بحسب «بي بي سي».
وكان بعض كبار المسؤولين في الفاتيكان وصفوا خلال الأشهر الماضية محاولات إيقاف الغذاء عن انجلارو بأنها «قتل رحيم»، بينما وصفها أحد الكرادلة بأنها ترقى إلى القتل العمد. وانضم بابا الفاتيكان بينيديكت السادس عشر الأحد الماضي إلى الجدال حول محاولات وقف الغذاء عن انجلارو، واصفاً إياها بأنها «حل زائف» لمأساة.