الشرطة توقف ثلاثة مشتبه فيهم في اعتداء القاهرة
القاهرة (ا ف ب) - اعلنت الشرطة المصرية الاثنين انها اوقفت ثلاثة مشتبه فيهم غداة الاعتداء الذي وقع في سوق خان الخليلي الشهير في قلب القاهرة وادى الى مقتل
شابة فرنسية وجرح 25 شخصا آخرين معظمهم من السياح.
والاعتداء الذي وقع مساء الاحد هو اول هجوم من نوعه يستهدف اجانب في مصر منذ العام 2006 الا ان اي جهة لم تعلن المسؤولية عنه.
ووقع الانفجار في شارع تنتشر على جانبيه المقاهي والمطاعم في سوق خان الخليلي، احد المواقع السياحية الرئيسية في القاهرة.
وقال مسؤول في الشرطة الاثنين "تم توقيف ثلاثة اشخاص في الموقع كمشتبه بهم في الهجوم" واضاف "يتم استجواب آخرين كشهود".
والشابة الفرنسية (17 عاما) التي توفيت في المستشفى متأثرة بجراحها، كانت ضمن مجموعة سياح من 54 شابا وشابة من منطقة باريس. وكانوا يريدون شراء قطع تذكارية قبيل العودة الى فرنسا الاثنين.
واكد مسؤولون فرنسيون ومصريون ان الهجوم ادى ايضا الى جرح 17 سائحا من المجموعة نفسها، احدهم جراحه خطيرة.
وقالت رومي جانيو (28 عاما) احدى المرافقين السبعة لمجموعة السياح "سمعنا دوي انفجار قوي. ثم صراخ ودماء. بدأنا جميعا نركض".
وقال وكيل وزارة الصحة ناصر رسمي لوكالة فرانس برس ان بين الجرحى الاخرين الماني (37 عاما) وثلاثة سعوديين واربعة مصريين.
واوضح ان "معظم الاصابات كانت بسبب شظايا صغيرة".
وقال محمد اسماعيل العامل في مقهى مجاور والذي اصيب بجراح طفيفة في الهجوم انه كان يتابع مباراة في كرة القدم في مقهى وكان خرج للتو من المقهى قبل وقوع الانفجار.
وقال لوكالة فرانس برس "لم ار القنبلة" واضاف "قوة الانفجار رمت بي. كل ما رأيته كانت دخانا رماديا ثم فقدت الوعي".
وخلف الانفجار بركة دماء امام المدخل الرخامي لمسجد الحسين الشهير.
وفتحت المحلات والمطاعم في ساحة مسجد الحسين صباح الاثنين وبدأ الزبائن يتوافدون شيئا فشيئا.
وقال شهود عيان ان قوة الانفجار هزت المباني المجاورة. وقالت سيدة تعمل في محل لبيع كتب دينية "اهتز المبنى وسقطت الكتب عن الرف".
ونقل المسعفون السياح الذين غادروا المستشفى، الى حافلة كانت متوقفة امام غرفة الطوارئ، لتقلهم الى مطار القاهرة. وبكت فتاة بصوت خافت فيما حاول احد الاصدقاء ان يهدئها. وكان من المقرر ان يتوجهوا الى باريس صباح الاثنين.
وتضاربت المعلومات حول تنفيذ الهجوم. فقد قال شهود عيان ومسؤول من الشرطة لوكالة فرانس برس ان قنبلتين القيتا من احد الاسطح المطلة على الشارع. وقال مصدر من الشرطة ان العبوة الثانية لم تنفجر واشرف الخبراء على تفجيرها فيما بعد.
وقال دبلوماسي غربي رافق الجرحى الى المستشفيات ان الجرحى ابلغوا المحققين ان القنبلتين القيتا عليهم من سطح مبنى.
لكن امين راضي، العضو في لجنة الدفاع والامن القومي في مجلس الشعب، قال لفرانس برس ان الشرطة تشتبه في ان قنبلة "محلية الصنع" وضعت تحت مقعد حجري دمره الانفجار.
وانفجرت القنبلتان امام فندق الحسين الواقع في الجهة المقابلة من ساحة مسجد الحسين.
ودان شيخ الازهر الاعتداء. وقال الشيخ محمد سيد طنطاوي ان ما جرى هو "عمل اجرامي جبان يرفضه الدين الاسلامي ويتبرأ منه تماما".
واعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن "حزنه العميق" للهجوم فيما قال رئيس الوزراء فرانسوا فيون ان الحكومة الفرنسية "تدين بقوة هذا العمل الاجرامي الذي يظهر عنفه الاعمى كم هو مناف للعقل".
وهذا اول اعتداء يستهدف سياحا ويوقع قتلى منذ التفجير الذي وقع في السوق نفسه في 2005 وادى الى مقتل سائحين وجرح 18 شخصا.
وقتل عشرات الاشخاص في سلسلة تفجيرات وقعت في منتجعات مطلة على البحر الاحمر في شبه جزيرة سيناء بين 2004 و2006. ووجهت اصابع الاتهام في تلك الهجمات الى عناصر مقربة من تنظيم القاعدة.
وهزت مصر في تسعينيات القرن الماضي هجمات نفذها اسلاميون واستهدفت اجانب موقعة قتلى ما سدد ضربة قوية لقطاع السياحة.
وبلغ عدد السياح في مصر العام الفائت 13 مليونا، ويعتبر هذا القطاع دعامة اساسية لاقتصاد البلاد وقد وصلت عائداته في السنة المالية 2008 الى 11 مليار دولار اي 11,1% من اجمالي الناتج المحلي. ويعمل في القطاع 12,6% من اليد العاملة في البلاد.