رسالة هرتزل إلى القيصر
25 /5/ 1898
دعني أوضح نقطة واحدة من بين الكثير من الأسباب التي تدعم فكرة الصهيونية: وهي أن العنصر الحضاري الذي يمكنه أن يحتل فلسطين هو اليهود. إن البلاد أفقر من أن تجذب غيرهم، أما بالنسبة لنا فإنها غنية بالذكريات وبالآمال، وفلسطين يجب أن تحتل لأنها الطريق إلى اوفير وإلى كياشو. وإذا حصل ما هو مستحيل، إن بدت البلاد جيدة في أعين غير اليهود، فإن الغيرة ستدب بين الأمم. وإني أرى أن أوربة هي مستعدة أن تشجع اليهود على الاحتلال أكثر من غيرهم، وربما كان هذا التشجيع ليس لأن لهم الحق التاريخي الذي يضمنه لهم أقدس كتب البشرية، وإنما بسبب الشعور السائد في كل مكان، شعور العمل على إخراج اليهود.
ستذهب يا صاحب الجلالة إلى فلسطين، وسيكون لموكبكم عظمة رمزية وستذهل هذه الرحلة أهل الشرق وتقلق بال أهل الغرب، غير أننا إذا نظرنا مليًا في الأمر نجد أن هذه الرحلة الإمبراطورية الجديدة إلى صهيون ستترك أثرًا لا يمحى في التاريخ إذا كان لها علاقات مع الحركة الصهيونية الجديدة.
منذ وقت وأنا أشعر أن المساعدة ستأتينا من جلالتكم. يستطيع جلالتكم أن يأمرني متى أراد، وليكن ذلك قريبًا.
إن من مصالح القضية أن أعرف بقبولك قبل ذهابك إلى فلسطين وقبل انعقاد المؤتمر الثاني في بازل. على أن الإنسان أمام مشاريع كهذه يجب أن يكون صاحب صبر وطول أناة.
________________________________________