الدولة اليهودية والمشكلة اليهودية بقلم احاد هاعام
1897
لقد انقضت عدة شهور منذ انعقاد المؤتمر الصهيوني لكن أصداءه لا زالت تتردد في الحياة اليومية، وفي الصحافة. ومنذ أن عاد أعضاء الوفود وهم يبهرون أسماع الرأي العام بالمعجزات التي ستتم والشعب متلهف إلى سماع هذه الآمال، فماذا ستكون عليه هذه الدولة اليهودية في المستقبل؟ إن التاريخ يحدثنا عن فلسطين أيام حكم هيرودس وأنها كانت دولة يهودية لكن ثقافتنا القومية كانت موضع احتقار. وقد بذل الحكام الرومان كل ما في وسعهم لاقتلاع هذه الثقافة وغرس الثقافة الرومانية مكانها.
وهكذا ستكون هذه الدولة اليهودية الجديدة أنها تنشر الموت وتجلب العار على شعبنا ولن تنال أي احترام كقوة سياسية.
إن هذه الدولة الهزيلة ستتأرجح كالكرة بين جيرانها الأقوياء وسيمكنها الاحتفاظ بوجودها عن طريق التقلب الدبلوماسي والخنوع ومن ثم لن يمكنها أن تهبنا شعورًا بالفخار القومي. عندئذٍ سنكون أمة هزيلة لا وزن لها.
________________________________________