هرتزل - مباحثاته مع جاويد بك
8/ 6/ 1896
كانت معارضاته ما يلي: مصير الأماكن المقدسة. قال إن القدس يجب أن تظل تحت الإدارة التركية، لأن أي تغيير في ذلك سيسيء إلى مشاعر الناس الدينية، فوعدته أن تبقى القدس خارج حدود الدولة، لأن الأماكن المقدسة التي تخص العالم المتمدين يجب أن تكون للجميع وليس لأحد بالذات وفي النهاية لابد أن نقدر على إبقاء القدس على حالتها الراهنة. وسأل جاويد بك عن العلاقة التي ستكون بين الدولة اليهودية وبين تركية، وهو سؤال يشبه تمامًا ما سأله زياد عن تبعية فلسطين لا استقلالها. قلت إنني أرى النجاح لا يتم بالاستقلال، ولكننا على أي حال سنتحدث في نوع من الحكم مثل ذلك الذي في مصر أو في بلغاريا، أي علاقة فرعية. وأخيرًا سأل جاويد عن نوع الحكم الذي سيكون لهذه الدولة.
أجبت: جمهورية أرستقراطية. فاحتج جاويد بشدة قائلاً. إياك أن تذكر كلمة " جمهورية " للسلطان. إن الناس هنا يخافون منها خوفهم من الموت. إنهم يخافون أن تنتقل عدوى هذا النوع من الحكم الثوري إلى كل مقاطعة. فأخبرته أن ما أفكر به أنا هو نوع من الحكم، يشبه الحكم الموجود في البندقية. هذا وتوسلت إليه أن يكون موجودًا في المقابلة التي رتبت لي مع أبيه الصدر الأعظم خليل رفعت باشا. وقد وعدني بذلك.
________________________________________