فيما يتضامن اليهود الأرتدوكس و كل العالم مع أهل غزة بعض الصحافيين العرب المرتزقين ينهالون على المقاومة الفلسطينية بالسباب و يتهمونها بالعمالة
قرأت اليوم من صحيفة السياسة الكويتية عدة مقالات قد لا تتجرأ صحف الصهاينة على تحريرها و هي تنسب المقاومة الفلسطينية بالعمالة و الخيانة مرددة ما يصرح به ناطق بإسم الجيش الصهيوني حرفيا من إحتماء قادة المقاومة الفلسطينية في المخابئ بغزة و بالفنادق خمس نجوم بدمشق و غيرها.
مقال يثير الخشية من مستقبل هذه الأمة التي قيل عنها أنها خير أمة أخرجت للناس.
و هذا المقال المشبوه و الملطخ بدماء أطفال غزة البريئة من محرره.
أحمد الجارالله
اعذرهم يا سيادة الرئيس... الجهل أعمى بصيرتهم
اغفر لهم أيها الرئيس مبارك إنهم لا يدرون ماذا يفعلون, اغفر لهم واعذرهم على جهلهم, واعذرنا نحن عن صمتنا عليهم, اعذرنا ولا تستمع او تلتفت الى كلام السفهاء منا, وإذا سمعت او قرأت كلام أولئك الغاوين فلا ترد عليهم, فالسكوت في مواقع الصغائر خير من الاجابة.
كثيرون هم السفهاء في عالمنا العربي, وقد دمروا بعض بلادنا, دمروا تلاحمنا وثقتنا ببعضنا, دمروا حياتنا الاجتماعية واقتصادنا, دمروا كل عوامل قوتنا, ولم يكتفوا بما فعلوا, فهم ماضون في غيهم, حتى بات خطرهم كبيرا بعدما استطاعوا غسل أدمغة الناس بطروحاتهم الهدامة, حتى وان كان هذا الغسل موقتا, اذ سرعان ما يكتشف الناس أنهم ضحايا أوغاد ساسة باعوا أوطانهم وشعوبهم لمصالح خارجية لا تهزها الدماء المسفوحة في حروبهم العبثية.
اعذرهم أيها الرئيس مبارك وانظر الى غزة, لترى كيف ضحى هؤلاء الاوغاد بأرضهم وبشعبهم ليستدروا بعض عطف العالم العربي من خلال الدمار وشهداء تلك الارض الطيبة.
اعذرهم, ولا تؤاخذنا على غيهم, فنحن ندرك تماما ان الذين اختاروا الجحور وحروب الفنادق ¯ لا الخنادق ¯ يدارون من ايران وينفذون سياستها, ويجترون فكرها وعقيدتها, وهم ظنوا ان صلاح الدين الايوبي الذي حرر بيت المقدس أصله من فارس, وان قطز الذي هزم التتار وحمى مصر وبلاد الشام في معركة عين جالوت أصله من طهران, وان قياداتنا على مر التاريخ كانوا يدينون بالولاء والطاعة لابناء فارس!
اعذر خطيئتهم أيها الرئيس مبارك, فوالله اننا نحن الصامتون, ونحن كثر بل نحن اغلبية, على قناعة تامة انك تجسد النقاء العربي بكل تجلياته, وانك تعيش الصبر على المكاره وعلى إفك المغرضين لعل قومك يدركون.
يحمل المغرضون على مصر ورئيسها, ولا ندري ماذا يريد أغرار السياسة هؤلاء من وراء حملتهم تلك التي يتجاهلون خلالها ان لحلفائهم حدودا مع فلسطين صدأت اقفالها منذ عقود, ولم ينتصر اولئك الحلفاء للشعب الفلسطيني الذي يدفع وحيدا ضريبة الدم والدمار.
هل يريد اولئك المتحاملون على القاهرة ان تحارب بدلا منهم في وقت سارع فيه هؤلاء الى نفي مسؤوليتهم عن اطلاق الصواريخ العبثية من جنوب لبنان على اسرائيل? بل سارعوا الى لعن الذين اطلقوا الصواريخ واتهموهم بأنهم ارادوا من ورائها ان تضرب اسرائيل لبنان وتدمره.
ماذا يريد هؤلاء? هل يريدون اعادة خلط الاوراق في العالم العربي على امل ان يفوزوا بورقة ضغط ممهورة بدماء الابرياء والدمار المريع?
اعذرهم أيها الرئيس مبارك, فالسماح من شيم الكبار, وانت الكبير في مواقفك رغم خطورة ما يريده اولئك الحاقدون, هم يريدون ان تكون انت, بطل العبور والسلام, دمية في أيديهم, لا بل لعبة في أيدي ملالي ايران, تفتح لهم عاصمة بلادك بدراهم من »المال الطاهر والنظيف«, يريدون ان تتحول مصر وشعبها الى أداة في يد المتعاونين معهم, وهو تعاون يهدفون من ورائه ان تتحول مصر ولاية ايرانية كما تحول جنوب لبنان, وكما تحولت سورية قلب العروبة النابض محطة انذار مبكر لملالي طهران.
تريد طهران ان تكمل زحفها الى شواطئ البحر الابيض المتوسط وشواطئ البحر الاحمر, وان تبسط نفوذها على بلادنا العربية كلها, وتستعين علينا بحفنة من ابنائنا الذين يسعون الى ترويج مخططات الملالي بالكلام المعسول حينا وبالاغراءات المالية احيانا, لكن الزبد يذهب جفاء, والواقع المرير يبقى هو الحقيقة المرة الماثلة بالضحايا والدمار. ومازلنا نتذكر كيف أتحفنا زعيم العبثية الايرانية في لبنان حسن نصرالله بمقولات النصر الالهي الذي تحقق على اسرائيل في حرب تموز 2006 , لكن هذا الهراء ما لبث ان تبدد مع واقع الدمار الذي ألحقه العدو الصهيوني بلبنان, ليقول نصرالله في اعتراف قد يتكرر مع »حماس« غدا, »لو كنت اعرف ان اسرائيل ستدمر لبنان بهذا الشكل اذا قمت بأسر اثنين من جنودها لما قمت بعملية الاسر«.
لقد ظن بطل النصر الالهي المزعوم ان أسر اثنين من جنود العدو هو لعبة اعلامية يمكن ان يضحك بها على ذقون الناس ويتاجر بها لكسب المزيد من المؤيدين خصوصا في صفوف البسطاء, لكن الثمن كان غاليا, ومن دماء الناس وممتلكاتهم, ولم تستفد »حماس« من الدرس نفسه بل وقعت في الفخ عينه, ووفرت بصواريخها العبثية التي لم تتجاوز مفاعيلها الصدمات النفسية في صفوف الاسرائيليين المبرر الذي منح اسرائيل شن هجومها المدمر على قطاع غزة, كما منحها »صك براءة« من مسؤوليتها عن إراقة الدماء الفلسطينية بذريعة ان ما يحصل هو دفاع عن النفس أقرته كل المواثيق والاعراف الدولية.
عذرا يا سيادة الرئيس, فنحن نعيش تحت وطأة ارهاب فكري يريد من خلاله الممسكون بسيوف الحرب استثمار الدماء الزكية المهدورة في غزة لمصالح باتت مكشوفة, وعزاؤنا ثقتنا بالله وبالحكمة القائلة "ان الزبد يذهب جفاء", وان زبد هؤلاء المغرضين سيرتد عليهم, وسيعرف آباء الشهداء وعائلاتهم انه قد غرر بهم, وسيقوا إلى حرب دفعوا فيها دماءهم ثمنا لمصالح بعض القوى الاقليمية التي تضمر الشر لدولنا العربية, فنراها تهدد ولا تنفذ, تشعل الحروب وتتركنا وحدنا ندفع الثمن, بعد ان تحولنا الى دروع بشرية لافكارها ولتصدير ثورتها الى بلداننا والعالم.
لقد دخل التتار بغداد عندما خان أحد أعوان السلطان العباسي بلاده, والآن يدخل التتار الإيرانيون بعض بلداننا بعون من بعض ابنائنا الذين خانوا العهد وأعمى الجهل بصيرتهم.
اغفر لهم يا سيادة الرئيس, وادع الله ان يهديهم حتى يدركوا هول ما يفعلون ويكتب بدعائك لهم الرشاد, ولنا الفرحة بعودة الابن الضال.