غيرة الستات وراء مذبحة سوهاج راح ضحيتها خمسة أشخاص وإصابة سيدتين آخريين بعد معركة بالأسلحة الآلية بين أبناء عمومة

مازالت أصداء حادث مذبحة قرية تونس بمركز سوهاج والتي راح ضحيتها خمسة أشخاص وإصابة سيدتين آخريين بعد معركة بالأسلحة الآلية بين أبناء عمومة تلقي بظلالها علي مواطني المحافظة‮. ‬ سكان القرية والقري المجاورة لها في حالة ذهول من هول ما حدث،‮ ‬فالغريب في هذه الحادثة ان المتهمين والمجني عليهم أبناء عمومة متجاورون في السكن وشركاء في‮ »‬مضيفة‮« ‬واحدة وتربطهم صلات مصاهرة ونسب وهذا ما عبرت عنه‮ »‬سيدة‮« ‬أثناء تشييع جثمان الضحايا الخمسة حينما رددت بصوت مبلل بالدموع وسط جميع المشيعين قائلة‮: »‬أنا في حيرة أنا لا أدري علي من أبكي«؟ هل أبكي وأحزن علي زوجي أم علي والدي أم علي شقيقي‮..‬دولوني يا ناس يا هوو‮...‬؟‮! ‬مما أثار حزن جميع الأهالي الذين رافقوا الجنازة‮..‬ والمثير للدهشة في هذه الحادثة التي وقعت عقب تناول وجبة الإفطار مساء الجمعة الماضي ان المتهمين والمجني عليهم كانوا يجلسون قبل أذان المغرب أمام منازلهم بالشارع كعادة أهالي القري يتبادلون الحديث والذي تسوده المودة والحب وأثناء انطلاق مدفع الإفطار بادر كل منهم باستضافة الآخر لتناول وجبة الإفطار معه ولكن سبحان مغير الأحوال تحول الموقف بعد تناول الإفطار وقبل صلاة التراويح إلي النقيض‮..‬ البداية كما رواها شهود العيان وأكدتها تحريات المباحث حدثت عندما توجه المجني عليه الصغير إسماعيل محمد إسماعيل‮ »‬34‮ ‬سنة‮« ‬فلاح إلي منزل عمه عبدالحميد محمد إسماعيل حاملا سلاحا آليا وطرق الباب الملاصق لباب منزله فخرج عليه ابن عمه علاء عبدالحميد محمد إسماعيل وشهرته‮ »‬نزيه‮« ‬وطلب منه رفع كومة‮ »‬السباخ‮« ‬من الشارع بحجة أنها تعوق وصول سيارة الأجرة التي يمتلكها إلي منزله فأجابه بأنه تم الاتفاق مع صاحب جرار زراعي علي رفعها‮ ‬غداً‮ ‬السبت ونقلها للزراعات ونشب خلاف بينهما بالرغم من أنهما قبل الإفطر كانا يجلسان معا بالشارع في جو تسوده المحبة لانهما‮ »‬عدايل‮« ‬أن زوجتيهما شقيقيان إلا أن الصغير بادر بـإطلاق الرصاص فأرداه قتيلا فخرج شقيقه السيد عبدالحميد محمد إسماعيل‮ »‬مدرس‮« ‬علي أصوات الرصاص يستطلع الأمر ففوجئ بشقيقه‮ »‬نزيه‮« ‬ملقي علي الأرض جثة هامدة فاصيب بحالة هيستريا وجن جنونه وأحضر بندقية آلي وأطلق وابلا من الرصاص علي ابن عمه وشقيقه زوجة الصغير إسماعيل محمد إسماعيل فأرداه قتيلا ثم فوجئ‮ »‬بعميه‮« ‬شقيقي والده السيد محمد إسماعيل‮ »‬65‮ ‬سنة‮« ‬مساعد شرطة بالمعاش ومحمد محمد إسماعيل‮ »‬62‮ ‬سنة‮« ‬عامل بالتربية والتعليم بالمعاش واللذين ليس لهما علاقة بالموضوع وحضرا لمعرفة أسبب المشكلة فقام بإطلاق الرصاص عليهما فلقيا مصرعهما في الحال في الوقت الذي تواجد فيه شقيقاه صلاح عبدالحميد ومحمد عبدالحميد حاملين أسلحة آلية ثم فوجئ الأشقاء الثلاثة بابن عمهم هلال إسماعيل محمد شقيق المجني عليه الصغير فأطلقوا عليه الرصاص وسقط علي الأرض جثة هامدة‮.‬ انتقلت قوة من أجهزة الأمن وألقت القبض علي المتهمين ومصادرة الأسلحة الآلية التي بحوزتهم وتم عمل كردون أمني لمنع حدوث اشتباكات أخري وأحيل الأشقاء الثلاثة إلي النيابة،‮ ‬فأمر حازم‮ ‬غانم مدير النيابة بإشراف المستشار ناصر فراج المحامي العام لنيابات شمال سوهاج بحبسهم وتم دفن وتشييع جثث الضحايا الخمس في موكب جنائزي مهيب تعالت فيه صرخات وعويل السيدات والفتيات واختلط فيه صراخ الأطفال والشباب والرجال كبار السن‮.‬ انتقلت‮ »‬الوفد‮« ‬إلي مكان الحادث وأجمع شهود العيان علي أن المتهمين والمجني عليهم أبناء عمومة وتربطهم صلات نسب ومصاهرة وأنه منذ‮ ‬4‮ ‬سنوات قاموا ببناء‮ »‬مضيفة‮« ‬وتم تجهيزها بالأثاث لإقامة المناسبات وتلقي واجب العزاء بها بمنزل المجني عليه علاء عبدالحميد محمد إسماعيل وشهرته‮ »‬نزيه‮« ‬إلا أنه بعد فترة قام بفتح باب من المضيفة علي منزله ورفض إغلاقه وساعده وأيده في ذلك أشقاؤه السيد وصلاح ومحمد،‮ ‬مما أدي إلي تكوين رواسب وكانت بداية الخلاف بينهم والتي كانت تزداد وتتفاقم حسب علاقات زوجاتهم‮.‬ وأكد بعض شهود العيان أن هذا الحادث وراءه‮ ‬غيرة‮ »‬النسوان‮« ‬زوجاتهم وأجمعوا علي أن الصغير إسماعيل محمد يمتلك سيارة أجرة واعتاد يوميا وضعها بالشارع أمام منزله ويوم الحادث توجه لأبناء عمه يطالبهم برفع كومة‮ »‬السباخ‮« ‬والتي تعوق سير السيارة بالشارع فكانت بداية العراك مع علاء وشهرته‮ »‬نزيه‮« ‬ومن هنا كانت بداية المذبحة،‮ ‬وأضافوا أنه لولا سرعة التحرك الأمني كان عدد القتل سوف يتضاعف والدليل ان المتهم قتل شقيقي والده بالرغم من انهما ليس لهما علاقة بالموضوع‮.‬ وأثار أحد المواطنين نقطة في‮ ‬غاية الأهمية وهي اكتشاف وجود آثار بمنزل أحدهم وحدث خلاف علي تقسيمه وهذا ما كذبته أجهزة الأمن وأكدت التحريات عدم صحة ذلك‮.‬ الغريب أيضا أن المتهمين الثلاثة الذين تم حبسهم أنكروا تماما في تحقيقات النيابة صلتهم بالحادث كما أنكروا صلتهم بالبنادق الآلية الثلاث التي تم ضبطها بحوزتهم وأكدوا أيضا بأنهم لا يعلمون مرتكب هذه الواقعة وانه بعد خروجهم من السجن سوف يثأرون لعمهما وأبناء عمهما ورفضوا التحدث مع الإعلام وتوجيه الاتهام لهم بارتكاب الواقعة في الوقت الذي يخيم الحزن علي القرية التي تميزت طوال السنوات الماضية بالهدوء والسكينة وتسود حالة من الخوف بينهم خوفا من تجدد الأحداث مرة أخري‮.‬