تداعيات إبحار 22 قاصرا من عنابة نحو سردينيا..انقطاع الإتصالات والعائلات في حيرة وذهول
طيلة اليومين الأخيرين، لم تعرف مدينة عنابة، سوى الحدث الغريب والفريد من نوعه، الذي صنعته "شلة" من الأطفال القصر، تتراوح أعمارهم ما بين 14 و 18 عاما
#
والمتعلق بإقدام هؤلاء على "الحرڤة" باتجاه جزيرة سردينيا الإيطالية، وذلك ليلة الإثنين إلى الثلاثاء من الأسبوع المنقضي، حينما اجتمع المعنيون، متفقين على خوض مغامرة الهجرة السرية، وهي المغامرة التي كللت بنجاح تام، إذ وصل مجموعة القصر هؤلاء بأمن وسلام إلى الأراضي الإيطالية، حيث اقتادتهم مصالح السواحل الإيطالية بمعية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، كما ذكرت "الشروق اليومي" في عدد نهار الخميس، إلى مراكز حجز خاصة جدا تتمتع برعاية صحية ومعنوية عالية.
#
إلا أن انقطاع الإتصالات مع ذويهم وعائلاتهم بعنابة أدخل هذه العائلات في جو من الذهول و"السوسبانس"، خوفا من المصير الذي ينتظر فلذات أكبادهم وراحوا يناشدون السلطات المدنية والأمنية بالولاية التدخل العاجل وإيصال ندائهم إلى السلطات العليا للتوسط الفوري لاسترجاع أبنائهم، وان كان البعض قد هون من غموض المصير الذي ينتظر هؤلاء، على اعتبار المعاملة الإنسانية اللائقة التي تعامل بها السلطات الإيطالية هذه الشريحة من المهاجرين غير الشرعيين.
#
إلا أن بعض العائلات المعنية والمنحدر أغلبها من أحياء بلدية البوني وأحياء شعبية تابعة لعاصمة الولاية، ألحت على ضرورة التحرك الجماعي لمعالجة هذه القضية، مطالبين في ذلك بإلزامية بسط السيطرة الأمنية على معاقل "الحراڤة" والعمل موازاة مع ذلك، على محاربة شبكات تهريب "الحراڤة" التي قالت مصادرنا بأنهم اهتدوا في المدة الأخيرة إلى فكرة جلب القوارب المختلفة، من ولايتي سكيكدة وجيجل تحت التموين بغطاء بيع وشراء من أجل استعمالها في العملية الصيدية، وذلك بعد تضييق الخناق على نشاط هذه الشبكات بورشات التصنيع اليدوي بكل من عنابة والطارف.