12 قتيلاً و22 جريحاً في نزاع بين عائلتين علي قطعة أرض بعزبة «كلاف» في بنها
لقي 12 شخصاً مصرعهم وأصيب 22 أخرين في نزاع بين عائلتين اندلع مساء أمس الأول علي قطعة أرض بعزبة " كلاف ". من ناحية أخري كشفت تحقيقات النيابة المبدئية بإشراف المستشار مجدي السنباطي أن المذبحة بدأت في الساعة 7.30 مساء أمس عندما نشبت مشاجرة بين أهالي عائلتين بعزبة " كلاف " بسبب النزاع علي ملكية قطعة أرض. وحرزت النيابة 10 بنادق آلية و حقيبتين من الذخيرة الفارغة التي استخدمت في النزاع. بالإضافة لـ 5 إسطوانات غاز وعدد من "جراكن" البنزين.
وأمرت نيابة بنها بندب فريق من المعمل الجنائي لبحث أسباب احتراق 7 من بيوت أهالي القرية. كما أمرت بسرعة إصدار تصاريح الدفن للقتلي وارسال تقرير يومي عن حالة المصابين بمستشفي بنها العام.
وأشار التقرير المبدئي للنيابة إلي أن قطعة الأرض موضوع النزاع ملك ورثة أحد الإقطاعيين القدامي الذين حاولوا إخراج المستأجرين من عائلة «كلاف» من الأرض بعد أن كان الأهالي استأجروها من مالكها الإقطاعي وبعد فشل محاولات الورثة لإخراج الأهالي من الأرض. قام الورثة ببيع الأرض لأحد أفراد عائلة كلاف ويدعي «محمد البربري».
وحسب تقرير النيابة فإن البربري قد اتهم سابقا في قضايا سلاح ومخدرات وحكم عليه. وفور امتلاك البربري للأرض حاول بكل الطرق إخراج الفلاحين معتمدا علي قوته وصلاته العائلية. ومنع البربري مرور خط مياه الشرب الذي يغذي بيوت عائلة " كلاف " لكونه يمر من خلال الأرض التي إمتلكها مؤخرا من ورثة الإقطاعي. كما استغل البربري وجود خلافات ثأرية في القريبة فمنع دخول الغرباء لعزبة كلاف ليلا بدعوي حماية الأهالي مما أثر سلبا علي حياة الفلاحين حيث سبق أن أطلق الرصاص علي عدد من ضيوف الأهالي من عائلة " كلاف " قبل أسبوع من الحادثة أثناء زيارتهم العزبة ليلا مما زاد من الاحتقان بين العائلتين.
وأشار التقرير إلي أنه مع توالي الاحتكاكات بين مالك الأرض الجديد والفلاحين المستأجرين تحول الخلاف لمعركة بين الطرفين شارك فيها بحسب تقرير النيابة 300 فرد من الطرفين- من أصل 900 فرد هم إجمالي سكان عزب " كلاف " - مسلحين بالبنادق الآلية والأسلحة البيضاء. مما أسفر عن سقوط 12 قتيلا و22 جريحا وإحراق 7 منازل وإتلاف ممتلكات خاصة.
وكان الخلاف الرئيسي قد نشأ- بحسب الأهالي- حين أطلق بعض الأهالي النار علي منزل محمد البربري فأردوه قتيلا. فتسلح أهالي العائلتين وتواصل إطلاق الرصاص لخمس ساعات متصلة علي بيوت الأهالي وممتلكاتهم الخاصة. واتهم الأهالي قوات الأمن بالوقوف في موقف المتفرج في الوقت الذي دخلت فيه القرية سيارات تحمل مسلحين وأسلحة حيث استمر إطلاق النار خمسة ساعات دون تدخل من قوات الشرطة التي اكتفت بحصار القرية ومنع خروج الأهالي منها.
وكانت 10 سيارات إسعاف قد نقلت المصابين من الجانبين لمستشفي بنها العام وأغلبهم مصاب بأعيرة نارية. كما القت قوات الأمن القبض علي 8 من المشتبه فيهم من الطرفين كانوا يختبئون بالمزارع القريبة من عزبة "كلاف" بعد الحادثة وإحكام قوات الأمن سيطرتها علي القرية عقب انتهاء الأحداث.
من جانبه أكد تقرير الطب الشرعي أن غالبية الإصابات كانت في منطقة الرأس ومناطق قاتلة من الجسم. وأضاف التقرير أن جميع القتلي لقوا مصرعهم اثر إصابتهم بعدد كبير الأعيرة النارية ما عدا قتيل واحد توفي نتيجة تعرضه للاختناق بسبب احتراق منزله.
وأكد تقرير الطب الشرعي أن طفلتين عمر كل منهما 8 سنوات من بين الضحايا. مضيفا بأن إطلاق نار عشوائي داخل بيوت بعض الأهالي أدي لمقتل الطفلتين مع ذويهما.
وكان المستشار عبدالحميد محمود النائب العام قد أعلن عن متابعته أحداث عزبة «الكلاف». كما طالبت النيابة بضبط المشتبه فيهم وندب شرعي لتشريح الجثث وفريق من المعمل الجنائي لمعرفة أسباب احتراق المنازل
