احتجز شقيقه وقيده من أطرافه في مقعد، ثم قص شعر رأسه، وانهال عليه بالجلد مستخدماً خرطوم الحمام، وأحرق جسده بسكين بعد تسخينها إلى أن مات
ابتكر سائق في بولاق طريقة بشعة لتأديب شقيقه عامل الخردة، احتجزه في منزل الأسرة وقيده من أطرافه في مقعد، ثم قص شعر رأسه، وانهال عليه بالجلد مستخدماً خرطوم الحمام، وأحرق جسده بسكين بعد تسخينها، لم يحتمل الضحية ولفظ أنفاسه، فلاذ المتهم بالهرب واستدعت والدتهما مفتش الصحة لاستخراج تصريح دفن، فتم كشف تفاصيل الجريمة وألقي القبض علي المتهم الذي قرر معاقبته للقتيل لعدم ادخاره أموالاً وكثرة غيابه عن المنزل، تم إخطار اللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول الوزير لقطاع أمن القاهرة وأمر بإحالته إلي النيابة التي أمرت بحبسه ٤ أيام علي ذمة التحقيقات.
احترف سامح سامي حسن البالغ من العمر ١٧ عاماً، جمع الخردة وبيعها للتجار، ترك أسرته في بولاق أبوالعلا واختار ممارسة مهنته في عين شمس، تعرف علي عدد من الأصدقاء، فدأب علي المبيت خارج مسكن الأسرة لأيام طويلة، وبدد كل دخله علي ملذاته وحياته الخاصة، لم يهتم بنصائح والدته له بضرورة الادخار، حتي يساعد نفسه في تكوين بيت، واعتني فقط برعاية شعر رأسه، هدده شقيقه الأكبر سعيد «٢٧ سنة - سائق» أن يعاقبه بقسوة إذا لم يلتفت إلي نفسه ويتوقف عن المبيت بعيداً.
صباح أمس الأول استيقظ السائق في السابعة والنصف ليجد شقيقه يطرق باب الأسرة بعد أيام من الغياب، وبادره بسؤال عن المكان الذي كان يبيت فيه، وحجم الأموال التي ادخرها، فلم تأته إجابة كالعادة، جذبه إلي الداخل وأغلق عليه باب الحجرة، وأحضر مقصاً وسكيناً، وحبلاً طويلاً وموقداً وخرطوم الحمام، وبدأ وصلة عنيفة من التعذيب، حيث قيده من قدميه ويديه في المقعد وأشعل الموقد ووضع عليه نصل السكين الكبير وتركه يتحول إلي اللون الأحمر، أمسك بشعر رأس الضحية وقصه وانهال عليه ضرباً بالخرطوم، ولم توقفه الصرخات أو التوسلات، انهال عليه بالركلات وكشف عن أجزاء من جسده وأحرقها بالسكين الساخن.
توقف العامل عن الصراخ وصمت للأبد، فتوهم شقيقه أنه أصيب بحالة إغماء، أحضر كميات من المياه أغرقه بها فلم يفق، وتأكد من أنه فارق الحياة، فترك جثته وهرب إلي بعض أصدقائه، كتمت الأم أحزانها، خشية أن تفقد ابنها الأكبر بالسجن، كما فقدت الصغير بالموت، توجهت إلي مفتش الصحة وطلبت تصريحاً بدفن الجثة، وعند توقيع الكشف الطبي، أرعبه المشهد وأبلغ اللواء عبدالجواد أحمد عبدالجواد مساعد الوزير للإدارة العامة لمباحث العاصمة، وقرر وجود شبهة جنائية في الوفاة، انتقل المقدم عمرو طلعت، رئيس مباحث بولاق، بإشراف اللواء أمين عز الدين، مدير المباحث، وتبين وجود آثار كي بالنار في ظهر وصدر ومؤخرة الضحية، وعلامات ضرب بالخرطوم، وآثار قيود في يديه وساقيه، كما عثر علي الأدوات المستخدمة في الجريمة وبقايا شعر القتيل، وبمناقشة الأم صرخت بأنها لا تستطيع تحمل الصدمة، فابنها الأكبر كان يريد تأديبه، وطالبت برحمتها من العذاب الذي يحرق ضلوعها.
تمكنت قوة أشرف عليها العميد طارق الجزار، رئيس قطاع البحث، من ضبط المتهم في مسكن صديق له ببولاق، وقرر أنه كان يقصد تأديب شقيقه، إلا أنه فوجئ بوفاته بين يديه، وبكي المتهم وراح يردد «كنت أنتظره أن يحمل عني جزءاً من مسؤوليات الأسرة، لكنه اعتاد السلوك السييء وتسبب في تدمير حياتنا جميعاً»، تحرر محضر بالواقعة، وأحيل المتهم إلي النيابة التي وجهت له تهم التعذيب والقتل وأمرت بحبسه ٤ أيام علي ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن الجثة بعد توقيع الكشف الطبي عليها لبيان سبب الوفاة.