جرزونـة: بعد أشهر من زواجهما قتل عروسه ذبحا إثر خلاف حول...«الشهرية»
بنزرت ـ الاسبوعي: طرفا هذه الجريمة التي شهدتها مدينة جرزونة خلال الاسبوع الفارط لم يكونا غريبين عن بعضهما البعض فهما ابن خالان رابطة دموية إذن جمعت بينهما القاتل والقتيلة قبل ان تجمعهما الرابطة الزوجية في الصيف الماضي. استأجرا شقة بعمارة من 3 طوابق بحي العمّال بجرزونة،
حيث يقيم أهل العروس والتي لا تبعد كثيرا عن مدينة منزل بورقيبة حيث أهل العريس ونشأته والذي قامت علاقته بمحيطه الجديد على الاحترام المتبادل، وظلّت العروس على ما هي عليه من أدب وحشمة اذ تحظى بتقدير أهل الحي جميعهم. لذلك فاجأت المأساة كل من عرف طرفيها
ولم يدر بخلد اي كان، كما حدثنا أحد الأجوار، ان تكون نهاية العلاقة على ذلك الشكل الدرامي، وان تنقل الزوجة من محل الزوجية الى المقبرة التي لا تبعد عن المسكن أكثر من مائة متر قبل انقضاء سنة على الاحتفال بفرحة العمر. هذا الجار ناشدنا ان نؤكد عبر «الأسبوعي» حسن سلوك الفقيدة واستقامة سيرتها وهو ما يشهد به الجميع، تفنيدا لبعض الشائعات التي أطلقها البعض ومن وحي أوهامهم ربّما بالنظر الى بشاعة الجريمة.
خلاف حول الشهرية فمأساة
ويبدو حسب المعطيات التي حرصنا على جمعها من بعض معارفي الجاني والمجني عليها، ان الخلافات الزوجية التي كانت تحدث بين الحين والحين، بين الزوجين، والتي لا تكاد تخلو منها أية عائلة، كانت وراء إقدام الزوج على ارتكاب جريمته فككل زواج حديث يحتاج طرفاه الى وقت للتفاهم والتأقلم مع الوضع الجديد كما هو الحال في هذه القضية، خصوصا إذا كان الإثنان يعملان، ويقتضي منهما العمل وقتا وجهدا، لأن هناك عادات تكتسب وبمرور الزمن تصبح طبيعة ثانية، ليس من اليسير التخلص منها.
فحياة هذا الثنائي لم تخل من بعض الخلافات، وكانت المياه تعود دائما الى مجراها الطبيعي. لكن في الليلة الفاصلة بين يومي الاربعاء والخميس، يبدو حسب ما علمنا ان الوضع كان هادئا في البداية بين الزوجين، وكان الحديث رغم الاختلاف عاديا، ولكن يبدو ان الزوج (م) لم يستسغ عبارة من زوجته بسبب خلاف حول الشهرية فاستشاط غضبا، وفقد السيطرة على أعصابه خاصة وان البعض تحدث عن تعاطيه لأدوية مهدئة بين الحين والآخر بسبب مرض نفسي او عصبي قد يكون يعاني منه فتسلح بالسكين وذبح زوجته (أ) التي يبدو أنها فوجئت بذلك، لأن الأجوار لم يصلهم من الأصوات والصراخ ما يوحي بوقوع جريمة قتل
القاتل سلم نفسه إثر الجريمة
هي مأساة أذهلت أهالي جرزونة، وشغلتهم طوال الايام الماضية، مأساة مروعة، قام (م) بسرد أطوارها إثر تسليم نفسه للسلط الأمنية حوالي الساعة الثانية جرا أي بعد ساعة تقريبا من وقوع الجريمة، لتتحول جميع الأطراف الأمنية والقضائية الى مسرح الجريمة لمعاينة الجثة، والإذن بنقلها الى المستشفى الجهوي ببنزرت حيث أكد الطبيب الشرعي عملية القتل كما رواها الجاني، وهكذا في لحظة غضب فقدت العروس (أ) الحياة وأودع العريس (م) خلف القضبان.