الأنبا بيشوي : لم أقصد التعرض للقرآن الكريم وأنادي بعدم التجريح
رفيق حبيب:
بيشوي يبحث عن مخرج فقط.. وكمال زاخر:هناك اختلافات بين الإسلام والمسيحية وليس من اللياقة طرحها جماهيريًاا
أصدر الأنبا بيشوي - سكرتير المجمع المقدس بالكنيسة الأرثوذكسية - بياناً أمس -الأحد - قال فيه إنه لم يقصد الإساءة للقرآن الكريم، في أول رد علي بيان مجمع البحوث الإسلامية أمس الأول- السبت- الذي هاجم تصريحاته - دون أن يصرح باسمه - في مؤتمر تثبيت العقيدة بالفيوم، حول احتمال إضافة آيات للقرآن في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان تتعرض للحكم بكفر من يؤلهون المسيح، وتنفي صلبه علي يد اليهود.
وقال «بيشوي» في البيان: أنا أتفق مع بيان المجمع بخصوص مطالبته لعقلاء مصر بمثقفيها ومفكريها أن يعتبروا العقائد الدينية خطًا أحمر، لا يجوز المساس به من قريب أو من بعيد.
وأضاف: رأيت من واجبي حرصًا علي سلامة الوطن بمسلميه ومسيحييه، وحماية للوحدة الوطنية أن أعلن أنني دائمًا مع المناداة بمبدأ عدم التجريح في الأديان ورموزها وعدم المساس بالديانة الإسلامية علي وجه الخصوص؛ لأن إخوتنا المسلمين هم شركاء في الوطن، ولأن تعاليم السيد المسيح والآباء الرسل تدعونا إلي احترام الآخر وعدم المساس به.. وقد أكدت هذه المبادئ في اللقاء الموسع لتثبيت العقيدة في الفيوم في محاضرتي في موعدها مساء 22 سبتمبر، ولم يرد ذكر القرآن فيما تكلمت به في هذه المحاضرة.
ومضي يقول:لقد شجبنا دعوة بعض الغربيين المتطرفين لحرق نسخ من القرآن في اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس الكنائس العالمي في الأسبوع السابق في إسكتلندا، كما أنني لم أذكر المسلمين أو الإسلام في نفس هذه المحاضرة، إلا بتأكيدي أهمية حماية المسجد الأقصي والحقوق العربية في القدس، وهو الأمر الذي شرحته مرارًا في اجتماعات مجلس الكنائس العالمي، وأيضاً في الاجتماع الأخير في إسكتلندا.
وخلا بيان بيشوي من أي اعتذار عن التصريحات التي أحدثت جدلاً كبيرًا وكادت تؤدي إلي فتنة طائفية.وكان مجمع البحوث الإسلامية قد قال في بيان له عقب جلسته الطارئة أمس الأول - السبت - إن مصر دولة إسلامية وستظل، مندداً بتصريحات رجال الكنيسة التي تهدد الوحدة الوطنية، معتبراً أن هذه التجاوزات إنما تخدم الأهداف العدائية المعلنة عالمياً للإسلام والمسلمين وثقافتهم وحضارتهم.. وطالب المتحاورين بأن يرتقوا إلي مستوي المسئولية الوطنية، وأن يراجعوا أنفسهم ويثوبوا إلي رشدهم «في إشارة إلي بيشوي».
في السياق نفسه قال القس رفعت فكري- كاهن الكنيسة الإنجيلية بشبرا-: نرفض التجاوزات والتجريح في الأديان، لكني أرفض في الوقت نفسه القول بأن مصر دولة إسلامية لأنها مدنية.
وأضاف: التعرض للأديان أمر غير لائق تماماً من المسلمين أو الأقباط، والأنبا بيشوي بتصريحاته الأخيرة يكرر ما فعله الدكتور محمد عمارة والدكتور زغلول النجار وأبو إسلام، موضحاً أن مشكلة الأنبا بيشوي الحقيقية تكمن في كونه يقدم نفسه للرأي العام علي أنه حامي حمي «الأرثوذكسية» علي غير الحقيقة.
وقال الدكتور رفيق حبيب- المفكر القبطي- إن بيان مجمع البحوث الإسلامية يعد استعادة لدور الأزهر في جميع المواقف التي يجب أن يكون حاضرًا فيها، ولا يمكن أن يكون حاضرًا دون أن تكون له مصداقية، مشيرًا إلي أن بيانه بدا متوازنًا للغاية كرد علي تصريحات قيادات الكنيسة التي طالت هوية مصر والفتح العربي وأخيرًا النصوص القرآنية، موضحاً أن تجاهل الأنبا بيشوي النص المكتوب للمحاضرة والزعم بأن وسائل الإعلام حرفت حديثه يعكس بحثه عن مخرج لغلق القضية فقط.
ويري كمال زاخر- منسق جبهة العلمانيين الأقباط- أن رد فعل المجمع علي تصريحات «بيشوي» كان متوقعاً ومبرراً نظراً لخطئه في التوقيت والمكان، في أعقاب وصفه للأغلبية المسلمة بأنهم «ضيوف»، والتي تم توزيع نصها في مؤتمر رسمي للكنيسة تحت رعاية البابا شنودة شخصياً، مضيفا: علينا أن نعترف بأن هناك خلافات جوهرية بين الإسلام والمسيحية ولكن ليس من اللياقة طرحها جماهيرياً، وقد آن الأوان لسن تشريع يجرم التعرض للأديان الأخري تحت أي بند.
وقال جوزيف ملاك- مدير مركز الكلمة لحقوق الإنسان بالإسكندرية- إن المركز يستنكر أي إساءة للأديان السماوية، مطالباً بتأسيس لجنة حكماء تضم عقلاء الأقباط والمسلمين للحد من الإساءة للديانتين.